تعتبر محافظة القصرين التونسية واحدة من أبرز معالم الثورة التونسية عبر انتفاضتها الكبيرة على النظام السابق وتقديم أكبر عدد من الشهداء؛ وهي تستعد لخوض غمار العملية الانتخابية حيث أكد وزير الداخلية التونسي خلال زيارته إليها أن عشرات الآلاف من قوات الأمن سوف تشرف على حماية العملية الانتخابية يوم الاقتراع.
وزارت قناة العالم المدينة وأعدت التقرير التالي حول الحملات الانتخابية. حيث يشير مراسلنا إلى رمزية تمثال "علي بن غذاهم" قائد انتفاضة الفراشيش المنتصب وسط مدينة القصرين كعلم يشير إلى ثقافة التمرد التي طبعت المكان إزاء الظلم الجغرافي وجور الحكام.. الثقافة التي جعلت من مرتفعات شعان التي صنعت أمجاد ثورة القبائل وكراً للجماعات الإرهابية في مواجهة الجيش التونسي.
وجاءت زيارة وزير الداخلية التونسي للمحافظة قبيل أيام من موعد الاقتراع التشريعي بهدف مواكبة الجهوزية الأمنية والاطلاع على آخر الاستعدادات.
وأشار وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو في حديث للصحفيين من القصرين بالقول: يشاركنا أكثر من 20 ألف مساعد أمن متواجدين في مكاتب الاقتراع يوم 26 من شهر أكتوبر؛ وأكثر منهم متواجدين في النسيج الأمني؛ وممكن متواجدين مثلهم من الجيش الوطني.. وبالتالي فإن عشرات الآلاف يشتركون في تونس لحماية العملية الانتخابية.
ورغم وجود 65 قائمة مرشحة لتمثيل القصرين بمقاعدها النيابية الثمانية ولكن تعد حركة النهضة أوفرها حضاً برغم سيل الانتقادات العامة بسبب غياب المنجزات التمنوية وتعطل معالجة قضايا التشغيل وشهداء وجرحى الثورة.
وفي حديث لمراسلنا أشار رئيس قائمة حركة النهضة وليد البناني أن "كل الاحتجاجات والطلبات التي طلبها شعبنا في القصرين هي طلبات مشروعة.. نحن أبناء القصرين ونعرف أن الحرمان الذي عاشته القصرين منذ الاستقلال ولحد الآن وأيضاً في عهد المخلوع هي تركة كبيرة جداً."
وتكاد تنحصر الاستثمارات الصناعية بالمحافظة بمؤسسة صناعة الورق؛ مايزيد في استفحال معظلة البطالة.. وهي إشكاليات دفعت ببعض القوى السياسية للاقتراب من الناخبين بالمقاهي في نقاشات مفتوحة للوقوف على مشاغلهم وتقديم مشاريعهم الانتخابية.
وعلى هامش إحدى جلسات النقاش هذه أشار الأمين العام لحزب التيار الديموقراطي في تونس محمد عبو أنهم في الحزب يسعون للحفاظ على المسار الديموقراطي وفرض الأمن في نفس الوقت؛ مبيناً أن "هذه هي المسائل والأسس وهو مايميز برنامجنا الانتخابي." مشدداً على ضرورة تحقيق مشاريع التنمية فعليا.
ويظل الهاجس الأمني العامل المسيطر على المشهد الانتخابي بمدينة القصرين حيث تحتل إجراءات التوقي من أي أخطار إرهابية محتملة صدارة الأولويات على حساب البرامج الانتخابية ومشاكل التنمية.
العالم