قال مساعد سابق لمعمر القذافي وابن عمه إنه يود المشاركة في محادثات مقترحة تهدف إلى جمع الأطراف المتحاربة في ليبيا وذلك في مسعى نادر لعضو من الدائرة الداخلية للحاكم السابق لاستعادة النفوذ.
وتجنبت عائلة القذافي الأضواء منذ انتفاضة 2011 التي قتل فيها القذافي وأنهت حكمه الفردي الذي دام 42 عاما. وتتصارع جماعات مسلحة منذ ذلك الحين على السلطة وطردت الحكومة المعترف بها دوليا من العاصمة واثارت المخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة.
وقال أحمد قذاف الدم ابن عم القذافي في مقابلة أجرتها معه رويترز في منفاه بالقاهرة إنه يرحب بفكرة اجراء محادثات تحت رعاية الأمم المتحدة خارج ليبيا.
ووجه التحية للجزائر لعرض استضافة مثل هذا الحوار. وأكدت متحدثة باسمه في وقت لاحق إنه يرغب في حضور المحادثات التي اقترحتها الجزائر. وتخشى الجزائر شأنها شأن القاهرة أن تفضي الفوضى في ليبيا إلى أن تصبح الدولة المترامية الأطراف قاعدة للمتشددين الإسلاميين.
ولم يتم تحديد موعد للمحادثات أو الكشف عن أي تفاصيل بشأنها. وستكون المحادثات خطوة أخرى من حوار ترعاه الأمم المتحدة بين البرلمان الليبي وأعضاء بالبرلمان يعارضون شرعيته.
ولن تكون مشاركة قذاف الدم في المحادثات محل ترحيب على الأرجح من الجماعة المسلحة التي استولت على العاصمة وأقامت برلمانا منافسا. وتقول هذه الجماعة وهي من مدينة مصراتة بغرب البلاد انها اقدمت على تلك الخطوة من اجل اجهاض ثورة مضادة من قبل مسؤولين من عهد القذافي.
وكان قذاف الدم يتحدث لرويترز من قاعة الاستقبال بشقته الفاخرة بالقاهرة والتي تحمل جدرانها صورا له وللقذافي والبطل الشعبي عمر المختار الذي قاوم الاستعمار الإيطالي. وقال قذاف الدم إنه لا يتوهم أن تعود ليبيا إلى الماضي لكن هناك عناصر من النظام السابق تستحق أن يتم الاستماع اليها.
وقال إنهم لا يريدون العودة إلى النظام القديم.
وقال قذاف الدم الذي يمنحه شعره الأسود المجعد الكثيف شبها ملحوظا بابن عمه الراحل “نحن 2 مليون مهجر خارج ليبيا يعني نشكل ثلث سكان ليبيا …نحن قبلنا بهذا البرلمان الذي انتخبه الليبيون رغم إننا لم ندع للمشاركه فيه.”
وقال حافظ الغويل وهو محلل سياسي ليبرالي إن قذاف شخصية مثيرة للجدل لكنه يستطيع التحدث باسم القبائل والمسؤولين القريبين من النظام السابق والذين تم تهميشهم.
وأضاف أن قذاف الدم ما زال يتمتع بنفوذ ضخم بين عناصر النظام القديم بما في ذلك الذين ما زالوا في الجيش وله الكثير من النفوذ بين القبائل الموالية للقذافي.
وقال إن قذاف لديه الكثير من الروابط القوية مع حكومات عربية مثل المغرب ومصر والجزائر والسعودية والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية.
وأعرب الغويل عن اعتقاده بان قذاف الدم هو الشخصية الأكثر عقلانية والأفطن سياسيا من بين كبار شخصيات نظام القذافي والذي يدعو باستمرار إلى المصالحة.
ويقول محللون إن اشراك قبائل كانت لها صلات سابقة بالقذافي وبعضها يتمركز في الجنوب قد يساعد في تأمين الحدود شبه الصحراوية التي يستخدمها المتشددون لتهريب الأسلحة.
وحينما كان الرئيس المصري السابق محمد مرسي في السلطة أمضى قذاف الدم أكثر من شهر في السجن بعد أن أصدرت ليبيا مذكرة اعتقال تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وجرى اعتقاله بعد تبادل لاطلاق النار مع الشرطة عند شقته.
وقال انهم كانوا يطلقون النار عليه بينما كان في غرفة نومه. وأشار إلى اثار اعيرة نارية في الباب. ولم تسع الحكومة المصرية الحالية التي انتخبت بعد عزل مرسي إلى إعادة اعتقاله.
وابتعد اقارب القذافي عن الأضواء منذ عام 2011 ومعظمهم خارج البلاد. ويوجد اثنان من ابناء القذافي في السجن في ليبيا في حين ينتشر الكثير من أفراد العائلة في انحاء الشرق الأوسط من مصر إلى سلطنة عمان. وقتل ابن اخر للقذافي خلال الثورة. وتقول وسائل الاعلام الليبية إن بعض الضباط من نظام القذافي عاودوا الظهور للانضمام إلى الصراع الفوضوي من أجل السيطرة على زمام الأمور بالبلاد.
القدس العربي