قال محمد علي، مدير الشؤون الطبية بمستشفى مرزق، جنوبي ليبيا، في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين، إن 7 قتلى و23 جريحا لقبيلة “التبو” وصلوا إلى المستشفى العام (حكومي) جراء اشتباكات مسلحة مع الطوارق.
وأضاف علي لوكالة الأناضول أن “هناك نقصا شديدا في الأطقم الطبية بالمستشفى”.
وتابع أن “الأدوية نفدت بالمستشفى”، مشيرا إلى أن “أغلب الإصابات هي كسور ناتجة عن إطلاقات نارية وأغلب الوفيات فارقت الحياة في الطريق بين أوباري ومرزق لعدم وجود مسعفين”.
وذكر مراسل الأناضول أن “المعارك محتدمة بمدينة أوباري (حتى الساعة 23:20 ت.غ) وسط انقطاع كامل للاتصالات والتيار الكهربائي في أجزاء واسعة منها”، في حين أفاد شهود عيان أن مسلحين من الطوارق أقدموا على حرق عدد من المنازل للتبو في أوباري.
من جانبه، طالب مدير الهلال الأحمر فرع أوباري، أمود العربي، طرفي الصراع بـ”وقف إطلاق النار فورا، وتوفير ممر آمن للأسر العالقة”.
كما ناشد في تصريحات للأناضول جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بـ”تقديم إغاثة طبية وغذائية عاجلة للمواطنين”.
وقال العربي إن الوضع الحالي في أوباري “كارثي”، متابعا أنه إذا استمر هذا الاقتتال لمدة 48 ساعة أخرى فستكون المدينة (أوباري) منطقة “منكوبة”.
أما آمر العمليات في القوة الثالثة بالجيش محمد الظراط، وفي تصريحات للأناضول، قال إن “هناك غزوا لمجموعات مسلحة من تبو تشاد تم استجلابها كمرتزقة في الجنوب وهي من تقوم بزعزعة الأمن في جنوب ليبيا”.
وذكر الظراط “أن “هناك قوة تابعة للقوة الثالثة ستتجه في الأيام القادمة إلى بلدة أوباري من أجل فض النزاع الحاصل بين قبيلتي التبو والطوارق وتأمين أجزاء واسعة من الجنوب الليبي”.
وفي 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، توصلت قبائل التبو والطوارق، إلى اتفاق يوقف إطلاق النار بينهما في مدينة أوباري، بعد أيام من القتال، أسقطت نحو 20 قتيلا.
ويشهد الجنوب الليبي بين الحين والآخر اشتباكات قبيلة، لاسيما أن المنطقة تضم قبائل عربية وغير عربية.
والطوارق، أو أمازيغ الصحراء، هم قبائل من الرحّل والمستقرين يعيشون في صحراء الجزائر، ومالي، والنيجر وليبيا وبوركينا فاسو، وهم مسلمون سنة.
ولا توجد أرقام رسمية حول تعداد الطوارق في ليبيا، إلا أن بعض الجهات تقدرهم بما بين 28 و30 ألفًا من أصل تعداد ليبيا البالغ حوالي 6.5 مليون نسمة.
أما قبائل التبو (غير عربية) فهم مجموعة من القبائل البدوية تسكن جنوبي ليبيا وشمالي النيجر وشمالي تشاد، وقد اختلف المؤرخون في تحديد أصولهم، فقال بعض المؤرخين إنهم يرجعون في أصولهم التاريخية إلى قبائل “التمحو” الليبية القديمة، وذهب آخرون إلى أنهم قبائل “الجرمنت”، وهي قبائل كانت تسكن جنوبي ليبيا، بينما يقول فريق ثالث إنهم من قبائل ليبية قديمة كانت تسمى “التيبوس″ وتسكن شمالي ليبيا.
القدس العربي