مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في تونس، التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أربعة أيام، أي يوم 26 أكتوبر الجاري، اشتد التنافس بين حزبي "النهضة" الإسلامية و"نداء تونس" بزعامة الباجي قائد السبسي، بوصفهما المرشحين للفوز بهذه الانتخابات.
وترشح جل استطلاعات الرأي الحزبين، وترى أنهما سوف يحصدان أغلبية الأصوات، وأن الفارق بينهما سيكون محدودا جدا. وما يرشح هذه الفرضية أيضا هو تعالي الأصوات داخل الاجتماعات الحزبية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي حول ضرورة "التصويت المفيد". والمقصود به إعطاء الأصوات للأحزاب القادرة على الفوز، حتى لا يكون صوت الناخب بلا مردودية، وهو ما سيستفيد منه، وبالدرجة الأولى كل من حزبي "النهضة" و"نداء تونس". وفي هذا السياق، قال الأمين العام لحزب آفاق تونس، ياسين إبراهيم، في تصريح إعلامي: "نحن نخشى سيناريو ما يعرف بالتصويت النافع، وأن يتقاسم حزبان فقط الحكم"، معتبرا أن هذا الأمر "لن يكون في مصلحة تونس". وأكد إبراهيم في المقابل، استعداد حزبه "للعمل مع بقية الأحزاب، في إطار من التوافق، وذلك في صورة الاتفاق على البرنامج الذي سيتم اعتماده للحكم في الفترة القادمة". من جهته، أكد المحلل السياسي ورئيس تحرير موقع "حقائق أونلاين" هادي يحمد، في مقابلة مع "العربية.نت"، أن صورة التنافس الانتخابي الحالي بين نداء تونس وحركة النهضة تكرس فكرة التقارب الشديد بين الحزبين في نتائج الانتخابات المرتقبة. وأشار إلى أن هذا التقارب في النتائج المرتقبة تؤكده استطلاعات الرأي وحجم كل طرف، فالتجمعات الجماهرية التي يعقدها، والتي أصبحت وسيلة تنافسية بين الطرفين، من أجل حشد أكبر عدد من الأنصار ومن أجل إرهاب الخصم سياسيا. وأضاف يحمد أن الأيام الأخيرة كشفت أننا نسير فعلا إلى تقارب في النتائج الانتخابية، وإذا لم يتضح بعد من سيحتل المرتبة الأولى بين الطرفين فإن إجماعا لدى الرأي العام يقول إنه ليس خيار لهما (النهضة والنداء) إلا في عقد تحالف حكومي مستقبلا من أجل ضمان التوازن السياسي في البلاد. وأوضح يحمد أن التقارب الانتخابي بين الطرفين الأقوى في الأحزاب السياسية ربما يمثل دعامة للديمقراطية النائشة حتى لا يتغول طرف سياسي على آخر في هذه المرحلة الانتقالية، وبالتالي فإن الأمر يمثل ضمانة سياسية من أي انحراف سياسي وعودة التسلط والاستبداد باسم الأغلبية في تونس.
العربية نت