وشارك مركز الحوار المجتمعي الذي يتخذ من مقديشو مقراً له وقادة دينيون من حركة أهل السنة والجماعة والجمعية النسائية في بنادير ومنظمة الشباب ببنادير في تطوير الخطة مع قيام المركز بتسهيل تنفيذها.

وستتألف الحملة من مجموعات ورش عمل ليوم واحد على شكل اجتماعات تعقد في أنحاء البلاد بدءاً من باروي في كانون الثاني/يناير، وفق ما قال مدير المركز عيسى أحمد عمر لصباحي.

وبحسب عمر في هذه الأثناء بمناقشة الإنجازات السابقة وتحديد المواضيع التي يجب تناولها في حملة التوعية والإجراءات اللوجستية في تطبيق المبادرة الجديدة.

وسيقوم ستة أشخاص يتم اختيارهم من الشيوخ المحافظين والمنظمات النسائية ومجموعات محلية أخرى في كل بلدة بترؤس الإجتماعات وإدارتها.

وأضاف عمر "نعد ستة مسائل [للتركيز] عليها. وسيتم تقسيم الحاضرين إلى مجموعات من 10 أشخاص لوضع الأفكار حول سبل التعاطي مع تلك المسائل. [كل مجموعة] تقوم بعدئذ بشرح خططها لباقي الحاضرين".

وتابع موضحاً "لن يكون الأمر أشبه بمحاضرة يستمع فيها المشاركون لخطاب ما ويغادرون"، مؤكداً أن الهدف هو إشراك الناس وتوعيتهم حول مخاطر التشدد وتحديد الحلول لكيفية مكافحة الفكر المتشدد على المستوى المحلي.

ويبقى الهدف، وفقاً لعمر، أن يترك الحاضرين الاجتماع مع شعور بالطاقة والاندفاع لمشاركة معرفتهم مع باقي أفراد المجتمع.
جبهة موحدة لعكس اتجاه الفكر المتشدد

وأشار عمر إلى أن "الحكومة أظهرت قوتها لا سيما خلال عملية المحيط الهندي وطرد حركة الشباب من البلاد. وإننا كمنظمة نريد أن [نبرهن عن قوتنا] والقضاء على الفكر المتشدد الذي تركته الحركة خلفها".

ولفت إلى أن القضاء على الفكر المشوه للحركة المتشددة سيحتاج إلى وقت طويل على الرغم من أن العملية العسكرية المشتركة بين قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (الأميصوم) والحكومة الصومالية تنجح في تحرير الكثير من المناطق من قبضة الحركة.

وأضاف "خلال السنوات الست الأخيرة تجرأنا على تحذير العامة من الفكر المتشدد [و] نعتقد أننا اليوم وبعد هزيمة حركة الشباب أمامنا فرصة أكبر في الوصول إلى البلدات التي كانت تتمتع فيها بنفوذ كبير مثل بارويو بولو بردي".

وتابع عمر "إن ما نريده هو أن [نظهر] جبهة موحدة للشبان الذين تعرضوا لغسل دماغ. أينما ذهب هؤلاء يجب على رجال الدين المثقفين أن يخبروهم أنهم ’إذا فجروا أنفسهم فمصيرهم النار‘، وعلى الشيوخ المحليين أن يقولوا لهم ’العمل الانتحاري ليس من ثقافتنا’ وعلى أمهم أن تقول لهم ’لا تفجروا أنفسكم‘".

وأضاف "سنأتي بالشباب أيضاً لتوعية من تم تضليلهم وقيل لهم إن الفكر المتشدد هو الطريق الصحيح".

وأشار إلى أن "كل منطقة طرد منها العدو بحاجة إلى برامج توعية [لمكافحة التشدد] بقدر ما هي بحاجة لمساعدات إنسانية. وسنصل إلى تلك المناطق المحررة من حركة الشباب لتنفيذ برامج التوعية من خلال العمل مع حكومتنا الصومالية".

وقد حصلت الحملة التي أعلن عنها خلال إجتماع بمقديشو في 19 تشرين الأول/أكتوبر على تمويل من أصحاب أعمال خاصة والمغتريبين الصوماليين، وفقاً لعمر الذي رفض الكشف عن المبلغ.
القادة الدينيون والنساء والشباب يلعبون دوراً أساسياً

ومن الأهداف الأساسية أيضاً للحملة مساعدة المواطنين الذين عزلوا في معاقل حركة الشباب سابقاً على التواصل مجدداً مع أنحاء البلاد والتشجيع على الحوار بين المناطق، بحسب ما أكد عمر.

وكانت الحركة المتشددة قد فرضت في مناطق سيطرتها بشكل دوري حظراً على محطات الإذاعة والتلفزيون واستخدام الانترنت والهواتف الخلوية وراقبت تحرك المواطنين بهدف السيطرة على المعلومات وفرض رقابة عليها.

وعمدت حركة الشباب أيضاً على التحجج بالدين في فرض ضرائب غير مشروعة على السكان وسرقة ماشيتهم.

لكن المتحدث باسم المجلس الأعلى لحركة أهل السنة والجماعة، الشيخ عبدالقادر محمد سومو، قال من جانبه إن الإسلام يوجه المؤمنين لـنبذ الفكر المتشدد.

وأضاف في حديث لصباحي "كل منطقة في البلاد تم تحريرها من حركة الشباب ستحتاج إلى الأدوية والطعام والمياه النظيفة، [لكنها] بحاجة أكبر إلى تغيير عقول الناس الذين تحملوا [لسنوات] غسل الدماغ الذي أقنع من الشبان من قتل أمه أو أبيه أو قريب له حين فجر نفسه. نريد أن نشارك في الحرب على الفكر السرطاني المتفشي".

واعتبرت مديرة الجمعية النسائية في بنادير جواهر برقاب، أن النساء قادرات على لعب دور كبير في تنقية عقول الشباب من الفكر المتشدد.

وقالت لصباحي "حين أدركنا نحن كنساء أن بإمكاننا لعب دور أكبر في محاربة الفكر المتشدد للحركة قررنا أن نضطلع بهذا الدور. وإننا ممتنون للناس الذين شجعونا على المثابرة في تحقيق أهدافنا، أكانوا رجال الأعمال أو المغتربين، ولا سيما مركز الحوار المجتمعي".

وأوضح نائب رئيس منظمة الشباب في بنادير، حسن شيخ عبدي أبو كار، أن منظمته سعت دوماً لحماية الشباب من تبني الفكر المشوه وستلعب دوراً أكبر الآن في التوعية حول المسألة.

وختم حديثه قائلاً "إن دورنا يكمن في تثقيف الشباب حول الفكر المتشدد المشوه لا سيما هؤلاء الذين يتبنون وجهات نظر متشددة وينتمون لحركة الشباب، وذلك من خلال تنظيم فعاليات توعية كبرى"، مضيفاً أن حملة التوعية الجديدة تسعى للوصل بين أبناء الصومال الشباب.
الصباحي

---