قال سكان في إقليم دارفور الاثنين إن متمردي تشاد يغتصبون ويضربون وينهبون القرويين في منطقة بشمال الإقليم، في حين قال نشطاء حقوق إنسان إن الهجمات ربما تكون جرائم حرب وحثوا الحكومة السودانية والأمم المتحدة على إجراء تحقيق في الأحداث.
وتعد العلاقات السودانية التشادية عاملا رئيسيا في الصراع بإقليم دارفور، وتتبادل الدولتان الاتهامات بدعم المتمردين الذين يقاتلون من أجل المزيد من السلطة.وشمل تقارب بين الجارتين في الشهر الماضي اتفاقا على تشكيل قوة لدورية مشتركة وإبعاد قوات المتمردين عن الحدود الممتدة المليئة بالثغرات.وقال آدم شيكات -وهو عضو في حركة الشبان من منطقة الصياح- لرويترز بالهاتف "إننا نطالب حكومة الخرطوم بأن تبعد على الفور هذه القوات من مناطقنا، وأن تعوض الضحايا عن هذه الجرائم".وأضاف شيكات -الذي استخدم اسما غير حقيقي خشية الاعتقال- أن قوات الأمن السودانية اعتقلت مدرسيْن من المدرسة الكائنة في الصياح واتهمتهما بنشر معلومات عن الهجمات.
جرائم حرب
وقال المركز الأفريقي لدراسات العدل والسلام إن أولئك الذين يرتكبون هذه الجرائم يجب أن يتحملوا المسؤولية عنها.وأضاف المركز في بيان أن "هذه الأعمال قد تمثل جرائم حرب، ونحن ندعو حكومة وممثلي الأمم المتحدة ذوي الصلة إلى أن يبدؤوا تحقيقا كاملا ووافيا".وأكد مصدر في منظمة "مجتمع المعونة" في الخرطوم أنه وقعت هجمات عديدة، مشيرا إلى أنه منذ أن انتقل التشاديون إلى المنطقة يوم 3 ديسمبر/كانون الأول الماضي اغتصبت 20 امرأة على الأقل، كما توفيت امرأة حامل في الشهر الثامن متأثرة بجراحها، وقتل أربعة أشخاص آخرين.
وأضاف المصدر أن "هؤلاء الناس فقراء للغاية وهم الآن يعانون معاناة مزدوجة: واحدة أثناء حرب دارفور والثانية الآن". وتابع أن التشاديين يسرقون المياه والغذاء والحطب القليل والثمين في المنطقة.من جهتها ذكرت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) أنها لاحظت وصول التشاديين إلى المنطقة في الثالث من الشهر الماضي، ولكنها قالت إن الخرطوم تتحمل المسؤولية النهائية عن دخول هذه القوات.وقال المتحدث باسم يوناميد كريس سيسمانيك "أشار مراقبون في المنطقة إلى مخاوف جمة بشأن هذه القوات المعارضة منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول 2009".