تواصل جهات الاختصاص توزيع كميات هامة من الأدوية وتوفير الرعاية الصحية لسكان البدو الرحل بمنطقة برج باجي مختار وتيمياوين المتاخمة للحدود الجزائرية المالية، ومراكز الرعاية الصحية التي أنشئت بقرار من والي أدرار للوقاية من فيروس إيبولا الذي انتشر في الفترة الأخيرة بشكل لافت للانتباه في منطقة ڤاو شمال مالي، على بعد 350 كم من منطقة برج باجي مختار، حيث سجلت إلى حد الآن أكثر من 3 حالات مؤكدة.
نفى مصدر من كيدال شمال مالي في اتصال هاتفي مع “الخبر” معرفة كيفية وصول الفيروس إلى المحافظة، في حين أكد نفس المتحدث أنه لم تسجل أي حالة جديدة لحد الآن باستثناء الحالات الثلاث التي تخضع حاليا للمراقبة بإمكانيات طبية بسيطة في هذه المنطقة المتاخمة للحدود الجزائرية.
وأمام هذا الوضع، أعلن والي أدرار حالة الطوارئ القصوى بمقر الولاية، من خلال تشكيل خلية أزمة وإصدار قرار بالغلق النهائي للحدود مع دولة مالي، في حين يعيش سكان برج باجي مختار حالة من القلق غير المسبوق بالمنطقة، في ظل وجود شبكة مختصة في تهريب الأشخاص.
وكشف رئيس البعثة الطبية التي أوفدها مدير الصحة لبرج باجي مختار وتيمياوين الحدوديتين، عميري محمد في تصريح لـ “الخبر”، أنه تم توزيع كميات معتبرة من الأدوية لإجراء فحوصات طبية لسكان المنطقة الحدودية، كما تم إنشاء مناطق للعزل وتركيب كاميرات حرارية لقياس درجة حرارة الوافدين إلى المنطقة.
وأُخضع جميع السكان، حسب محدثنا، للتلقيحات الضرورية، بينما أنشئت عيادات متنقلة تجوب منطقة برج باجي مختار وتيمياوين خوفا من زحف فيروس إيبولا.
ويعمل أكثر من 50 ألف بين عسكري وعنصر درك وطني وحرس حدود وجمارك في الحدود الجنوبية في ظروف تضمن الاحتكاك المباشر واليومي للمهاجرين السريين من العديد من الدول الإفريقية، ويتعرض هؤلاء لمخاطر مضاعفة في حال تسلل أشخاص يحملون وباء إيبولا عبر الحدود، وقد قررت قيادة الجيش جملة من الإجراءات لحماية العاملين في مجال تأمين الحدود الجنوبية في مواجهة وباء إيبولا.
طوارئ في الوحدات العسكرية على الحدود
من جهتها، وزعت قيادة الجيش على وحداتها الموجودة في الحدود الجنوبية تجهيزات طبية تشمل آلات إلكترونية لقياس حرارة جسم الإنسان وكمامات ومآزر خاصة لاستعمالها عند الضرورة، وجاء الإجراء مباشرة بعد الإعلان عن انتقال وباء إيبولا إلى جمهورية مالي المجاورة، ونفذت قيادتا الدرك وحرس الحدود الإجراء نفسه في مناطق الحدود الجنوبية.
وزودت كل الوحدات الميدانية للجيش وحرس الحدود والدرك الوطني، حسب مصدر عليم، بتجهيزات ومعدات لحماية الأفراد من احتمال انتقال عدوى وباء إيبولا، أهمها آلات إلكترونية لقياس حرارة جسم الإنسان يمكن بواسطتها اكتشاف الأشخاص المصابين بأمراض من بين المتسللين عبر الحدود البرية المغلقة بين الجزائر ومالي، ومآزر بلاستيكية وكمامات وقفازات.
كما قررت الحكومة، حسب مصدر مطلع، تشكيل لجان مختلطة بين وزارتي الصحة والدفاع الوطني لتسيير أي أزمة محتملة تنتج عن تفشٍّ وبائي داخل وحدات عسكرية أو في الدرك الوطني.
وتدرس الحكومة حاليا إطلاق مناقصات دولية لاقتناء آلات لقياس حرارة الأشخاص، إضافة إلى أكثر من 400 ألف كمامة طبية لصالح الجيش والشرطة والدرك الوطني وإدارة السجون، وحسب مصادرنا فإن وزارة الدفاع تتعامل الآن مباشرة مع المديرية المركزية للوقاية بوزارة الصحة في مجال حماية الوحدات العسكرية من أي احتمال لتفشي وباء إيبولا.
وجهزت قيادة المصالح الطبية للجيش أجنحة خاصة لاستقبال المصابين بالوباء في المستشفيات الجهوية العسكرية بالنواحي العسكرية الست، إلى جانب جناح داخل المستشفى المركزي للجيش في عين النعجة، وعدة طائرات لنقل مصابين سواء أكانوا مدنيين أو عسكريين، وسيارات إسعاف مجهزة، ضمن برنامج الطوارئ العام الذي صادق عليه نائب وزير الدفاع.
وتضمن البرنامج استعداد الجيش للمساعدة في حصار الوباء عند انتشاره على نطاق واسع وسط تجمعات سكانية، وتعد قيادة أركان الجيش مخططات التدخل في كل ناحية من الوطن لنقل المصابين أو حصار مواقع واسعة موبوءة.
كما برمجت إدارة السجون دورة تكوينية قصيرة لصالح الضباط وإطاراتها الطبيين ومستخدميها شبه الطبيين، للتكوين في مجال التعرف على مرض إيبولا وعلاجه فيما بعد.
الخبر