وصل وزير الخارجية السوداني علي كرتي، الإثنين، إلى ليبيا، وانخرط فور وصوله في لقاءات مع الفرقاء الليبيين في طرابلس وطبرق للوقوف على طبيعة الأوضاع بليبيا وتلمس وجهات النظر المختلفة توطئة لأن يقوم السودان بدور في تقريب شقة الخلاف بين أطراف الصراع هناك ضمن وساطة إقليمية تشمل دول الجوار.
وكان رئيس الوزراء الليبي عبد الثني قد أنهى خلال زيارته الخرطوم في أواخر أكتوبر الماضي قطيعة بين البلدين عقب لقاءات مع الرئيس السوداني عمر البشير ووزير الدفاع ومدير جهاز الأمن والمخابرات، وقبل على إثر ذلك توسط السودان بين الفصائل الليبية.
ووجهت ليبيا عدة اتهامات للسودان وقطر بإرسال أسلحة الى قوات "فجر ليبيا" ذات التوجه الإسلامي وهددت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الخرطوم والدوحة، واستدعت الحكومة السودانية القائم بأعمال سفارة ليبيا بالخرطوم، مرتين ونقلت له استنكار الخرطوم الشديد لاتهامات بلاده.
وقال كرتي خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الليبية طرابلس، مساء الإثنين، إن دول جوار ليبيا متفقة جميعا على أن ما يحدث في ليبيا الآن من صراع سيؤثر على ليبيا ودول الجوار.
وأشار كرتي إلى أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق بين الليبيين إلا بالحوار وإن طال القتال، والذي سيكون على حساب أرواح وموارد الشعب الليبي.
وأضاف قائلا: "لا نريد إعطاء فرصة للتدخل الأجنبي في ليبيا، وقد نقلنا دعوة الرئيس عمر البشير للحوار بين كافة الأطراف ووجدنا قبولا كبيرا لهذه الدعوة"، مشيرا إلى أن السودان يعمل بالتنسيق مع دول الجوار في التحرك نحو حوار وطني يشمل كافة الأطراف.
وكان كرتي قد التقى فور وصوله ليبيا رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح بطبرق والذي أكد وقوف المجلس والحكومة المؤقتة مع الحوار والمصالحة من أجل إنقاذ ليبيا.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السوداني يوسف الكردفاني أن زيارة علي كرتي تهدف إلى تهيئة أجواء مناسبة لحوار وطني ليبي والتفاوض بما يدعم الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية سلمية للخلافات في ليبيا.
وأشار الكردفاني الى أن السودان أعلن منذ فترة استعداده للتوسط بين الفرقاء في ليبيا انطلاقا من موقفه الثابت في الوقوف على مسافة متساوية من الجميع ويمكن له أن يساهم في تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية، طبقا لوكالة السودان للأنباء، إن زيارة وزير الخارجية ستشمل كل من مدينتي طرابلس وطبرق.
سودان تريبون