السودان

Open in new windowشن رئيس الوزراء السوداني السابق رئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدى هجوما علي الرئيس السوداني عمر البشير، واتهمه بمحاوله التشويش عليه من خلال تصريحات قال فيها ان اسرائيل وراء اتفاق المهدي مع تحالف الجبهه الثوريه المعارضه المسمي «اعلان باريس»، ، وشدد المهدي علي الا مخرج لبلاده الا وفق نظام جديد.

وقال المهدي في حوار مع «الشرق الأوسط» ان «سيناريوهات التشطير التي نفذها النظام هي برامج اسرائيل الهادفه لتمزيق الاوطان العربيه»، واضاف ان «نظام البشير اتبع سياسات اقصائيه وحدت الجنوبيين لطلب تقرير المصير ثم الانفصال، ووحد بسياساته احزاب دارفوريه مسلحه، وفتح جبهات في جنوب كردفان والنيل الازرق»، وتابع: «هذه الجبهات غير مسبوقه، وهي من مكتسبات هذا النظام». ورفض المهدي ما سماه «طبخات النظام التي يسميها انتخابات»، وقال ان حزبه لن يعترف بنتائجها. وكشف المهدي ان البشير عرض عليه منصب رئيس الوزراء لكنه امتنع.

* اتهمكم الرئيس السوداني عمر البشير بانك تعاونت مع اسرائيل من اجل الوصول الي السلطه وعبر الزحف العسكري بالتنسيق مع الجبهه الثوريه، ما ردكم؟

- عمر البشير يتصرف بانفعالات لا تليق براس دوله، انا لست غرّا في السياسه السودانيه والعربيه والاسلاميه، وعلي طول تاريخي يعلم الناس كسبي بالمقاييس الوطنيه، والقوميه، والاسلاميه، فاتهامه لي لا يصدقه احد، كما يعلم الكافه كيف انني لا احمل السلاح الا عندما يعتدي علينا الطغاه ويقفلون كل ابواب الرجاء في مخارج سلميه للبلاد، وعندما تتعثر مسيراتهم القهريه فيفتحون باب الصلح اكون اول الملبين له.

نظام البشير هو الذي اتبع سياسيات اقصائيه حدت بالجنوبيين لطلب تقرير المصير ثم للانفصال، وهو وحده الذي بسياساته كون ضده احزابا دارفوريه مسلحه وفتح جبهتي قتال في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق، هذه سيناريوهات تشظي السودان، وهي التي تنفذ برامج اسرائيل الهادفه لتمزيق الاوطان العربيه. ونظامه قد عرض علي رئاسه وزاره، وكان ردي: لا اقبل ايه ولايه الا انتخابيه. ومع نقدنا المؤسس لنظامه، فعندما تحركت قوي سودانيه ضده بالقوه وقفنا ضدها. واتفاقنا مع الجبهه الثوريه بلا وسيط اجنبي، وفيه تطلع لحل سياسي لا عنفي، وسوف يدفع البشير ثمنا غاليا «لاشانه» السمعه التي هي هدف اتهاماته.

* المعارضه السودانيه ليست لديها مركز موحد واصبحت شذر مذر، كيف يمكنكم تغيير النظام وهو اقوي باعترافكم؟

- المعارضه ليست ضعيفه، و«اعلان باريس» الذي صدر في اغسطس (اب) الماضي يشكل توازن قوي جديدا؛ اذ يجمع بين اكبر حزب سياسي في المركز واحزاب في الهوامش ذات سند شعبي كبير، والذين التفوا حول «اعلان باريس» كثيرون، ونحن بصدد التنسيق مع فصائل المعارضه.

والنظام ضعيف ومحاصر نتيجه سياساته، ويواجه انهيارا اقتصاديا وحصارا ماليا، وهناك 6 جبهات قتال، وصدر ضده «62» قرارا من مجلس الامن اغلبها بموجب الفصل السابع لميثاق الامم المتحده، والنظام الان يواجه نقدا اساسيا من داخل حزبه ومن داخل القوات المسلحه، واتهامات البشير الجزافيه هي دليل علي حاله نفسيه يائسه، فالمواعين الفارغه تحدث ضجيجا.

* السودانيون اصابهم الملل من تحالفات المعارضه ورؤيتها الضبابيه، ما رؤيتكم لتقديم البديل؟

- المعارضه السودانيه مرت بمراحل، ولكنها الان تتكتل بصوره واسعه حول «اعلان باريس»، ولا ضبابيه في الامر، فهذا النظام فاشل، والسودان يتطلع لنظام جديد، وقد قدمنا مشروع ميثاق للمستقبل بعنوان «التنوع المتحد»، ويرجي ان يتفق عليه. اما الطريق الي ذلك المستقبل، فعبر حوار جاد باستحقاقاته كما كان في جنوب افريقيا عام 1992م برئاسه محايده؛ اذ لا يجوز حوار برئاسه متعصبه حزبيا، ترسم خطوطا حمراء للمتحاورين كما تشاء.. هل يمكن لفريق كره قدم ان يقبل الدخول في مباراه مع فريق اخر والحكم هو كابتن الفريق الاخر.. لا سيما وهو كابتن انفعالي؟

نعم السودانيون اصابهم الاحباط لا الملل، فهاجر من السودان 11 مليون شخص؛ 90 في المائه منهم هاجروا في عهد هذا النظام بسبب سياسات تدمير بلادهم، واذا انتفض اخرون من جيرانهم بعد 30 او 40 او 27 عاما، فانهم حتما سوف يتحركون لنبذ الطغيان.

* هناك من يتحدث بان الصادق المهدي لا يقف علي راي واحد، وان الثقه في استمراره في تحالف المعارضه اصبحت مهزوزه، ما ردكم؟

- عندما اعتقلني النظام عام 1989 وجدوا في جيبي مذكره تقول: ان مشكلات السودان لم تصنعها الاحزاب؛ واهمها: قضيه التاصيل في الدستور، والتنميه، والحرب الاهليه، وهي قضايا لا تحل بالقوه، فتعالوا الي مائده مستديره تعالج قضايا البلاد. ولكن النظام كان حريصا علي الانفراد بالسلطه.

وبعد اكثر من ربع قرن من الفشل عرضوا علينا في يناير (كانون الثاني) 2014م ما اقترحناه في 5/ 7/ 1989م. موقفي لم يتغير، بل هو اثبت موقف سياسي: الحل السياسي بالتراضي ان امكن، ودفع استحقاقات الحوار المجدي، والا فانتفاضه شعبيه اسوه بما فعلنا في اكتوبر (تشرين الاول) 1964م، وما فعلنا في ابريل (نيسان) 1985م.

صحيح عندما اغلق النظام باب الحل السياسي وصار قادته يقولون: قد تسلمنا السلطه بالقوه فمن تحدانا قهرناه.. حملنا السلاح حتي تراجع النظام عن موقفه القهري بعد ان انقسم علي نفسه في 1999م، ومنذ فتح معنا حوارا سياسيا واصلنا العمل المعارض سياسيا. لا يوجد في مواقفنا ابدا اي تناقض مع هذه الحقائق، ولكن:

من ليس يفتح للضياء عيونه

هيهات يوما واحدا ان يبصرا

* الحكومه بدات في اجراء الانتخابات، وهناك من ينادي بالمشاركه فيها، ما موقفكم النهائي؟

- لا نسمي ما يقدم عليه انتخابات؛ انها «انطباخات» كما يجري في عهود الطغاه، وكما جري عام 2010م، فالحكومه هي بوق للحزب الحاكم، وكل اجهزتها، واموالها، واعلامها، ولجنه الانتخابات، والضباط الاداريين، والمعلمين الذين تتكون منهم اللجان الفرعيه، كل هؤلاء يساهمون في هذه «الانطباخات»، ولقد نشرنا تقريرا من «1064» صفحه لبيان تزوير انتخابات عام 2010م. انتخابات عام 2015م المزمعه سوف تستنسخ حاله البلاد الراهنه، ومن يدخل فيها انما يعطي النظام فرصه لادعاء شرعيه لا يستحقها.

وقد تسربت تقارير نشرت عن تامر المؤتمر الوطني علي الشعب السوداني بموجب «انطباخات» عام 2015م المزمعه، ولن نخوض الا انتخابات باستحقاقاتها، واستحقاقاتها هي: قانون انتخابات عادل، ومفوضيه لادارتها نزيهه، وتوافر الحريات الاساسيه، وبسط السلام، كل ذلك باداره حكومه قوميه لا تعزل احدا ولا يهيمن عليها احد، وقد ناشدنا كل من يراقبون الانتخابات في عالمنا المنكوب بالا يقدموا علي مراقبه تزييف الاراده الوطنيه.

* كيف ستتعاملون مع نتائج الانتخابات التي ستفرز نظاما جديدا كما يردد الحزب الحاكم؟

- سنرفض نتائج «الانطباخات» المزمعه كما رفضنا نتائج عام 2010م، والحزب الحاكم يصر علي ان يقدم البشير رئيسا للمره الثالثه في ظل دستورهم الحالي لعام 2005م، والنظام يصر علي تجاهل المحكمه الجنائيه الدوليه.. هذا سوف يجعله مطاردا باستمرار، وسيكلف البلاد ثمنا غاليا، لان حكومته لا يتم قبولها شريكا في ايه محادثات بشان اعفاء الدين الخارجي ورفع العقوبات الاقتصاديه، والتعامل مع اتفاقيه «الكوتنو» مع الاتحاد الاوروبي.

وموقفنا ما زال هو الاعتراف بالمحكمه الجنائيه الدوليه، وعبرها يمكن ان نجد للبشير مخرجا امنا عبر الماده «16» من قانون المحكمه، فينجو شخصيا، وتحمي البلاد من مضار كثيره، ولكنهم اصروا واستكبروا استكبارا، وسوف يجدون صحه ما نقول. اما النظام الذي ستفرزه اجراءات 2015م فلن يكون جديدا باي معني للكلمه؛ بل استنساخا للحاله الراهنه حذوك النعل بالنعل.

* انتم لا تشاركون في الحوار الوطني، ولستم جزءا من مفاوضات الحكومه مع الحركات المسلحه، اين انتم؟

- الحوار الحالي في الخرطوم حوار عقيم برئاسه منحازه، ومشروعات التفاوض من اجل السلام لن تتقدم الا باعتراف الجبهه الثوريه كمفاوض، خاصه بعد ان اكتسبت تاهيلا قوميا بموجب «اعلان باريس». ما لم يدفع النظام استحقاقات الحوار الثلاثه، ان يكون الحوار جامعا، وان يربط بين حل ازمه الحكم وعمليه السلام، وتوفير الحريات العامه، وان يكون برئاسه محايده، فلا سبيل لحوار ذي جدوي، ونحن لا نقبل ان نكون طرفا في حوار عقيم.

* المجتمع الدولي ما زال يري ان النظام الحاكم في الخرطوم يمكن احتواؤه لا تغييره، ولا يعول عليكم كثيرا، ما ردكم؟
الشرق الأوسط


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو