طرابلس : خلد الليبيون الثلاثاء، وللمرة الثالثة، ذكرى انتصار أجدادهم الأوائل بقيادة الملك الأمازيغي شيشنق الأول وتوحيد بلادهم ومصر وبلاد الشام في دولة واحدة قوية دامت ثلاثة قرون من الزمن وذلك منذ 2960 عاما.
وتحت رعاية سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، سيقيم الشباب الليبي احتفالية في مدينة سبها، التي تبعد 750 كيلومتراً، جنوب العاصمة طرابلس يعلنون خلالها بدء احتفالهم بالسنة الليبية الجديدة والتي تصادف 14 كانون الثاني / يناير ، على اعتلاء الزعيم الامازيغي شيشنق الأول عرش مصر منذ ذلك العام المذكور.
وذكرت جريدة "القدس العربي" أن هذه الاحتفالية التي ينظمها الشباب الليبيون تتزامن مع احتفال الامازيغ في البلاد وشمال أفريقيا برأس سنتهم التي يحددونها بذكرى انتصار القائد الامازيغي شيشنق الأول على الفراعنة في فترة حكم رمسيس الثاني وتوحيده ليبيا مع مصر والنوبة وبلاد الشام.
ومنذ ذلك التاريخ، الذي يصفه الامازيع بـ"الانتصار التاريخي"، أصبح ذلك اليوم رأس السنة الجديدة، بحسب تقويم خاص للامازيغ في شمال أفريقيا.
ويذكر أن التقويم الامازيغي يزيد عن التأريخ الميلادي بـ59 سنة، غير أن السنة الامازيغية يبدأ شهرها الأول في اليوم الثاني عشر من كانون الثاني / يناير من بداية السنة الميلادية .
ويقوم الأمازيغ، التي تعني تسميتهم " الأحرار والنبلاء "، في بداية سنتهم الجديدة يتبادل التهاني وتوزيع الحلوى على الأطفال تفاؤلا ببسط الرزق عليهم، كما يتم تحضير إطباق الكسكسي والهريسة التي تتكون من حبوب القمح، اضافة إلى جميع أنواع الحبوب المعروفة، تيمنا بسنة زراعية خصبة، ويتسابق الجميع إلى إضاءة القناديل الزيتية وإشعال الشموع في البيوت.
يشار إلى أن عدد الامازيغ السكان الأصليين لشمال أفريقيا يبلغ نحو 26 مليون نسمة، رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة، وكان وصفهم الرومان بـ"البرابرة المتوحشين الشرسين"، بسبب مقاومتهم لهم، غير أن الامازيغ يعتزون برموزهم من الأبطال التاريخيين من أمثال طارق بن زياد وهنيبعل.
ويرتبط الامازيغ في ليبيا جغرافيا بأمازيغ شمال أفريقيا، لكن طموحهم لم يصل إلى مرحلة الانفصال وتكوين دولة فهم منسجمون مع النسيج العربي الإسلامي في ليبيا، ولا يعانون من وجود تفرقة في حصولهم على كافة حقوقهم السياسية والاجتماعية.