اتهم الباجي قائد السبسي المرشح الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية التي أجريت، أمس الأحد، في تونس، الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي منافسه الرئيسي في الانتخابات، بأنه مرشح الإسلاميين و"السلفيين الجهاديين".
وقال قائد السبسي، البالغ 87 عاماً، في تصريح اليوم الاثنين لإذاعة "إر إم سي" الفرنسية: من صوتوا للمرزوقي هم الإسلاميون الذين رتبوا ليكونوا معه، أي إطارات النهضة والسلفيون الجهاديون ورابطات حماية الثورة وكلها جهات عنيفة. من جهتها لم تعلن الهيئة المكلفة بتنظيم الانتخابات بعد عن النتائج الرسمية، إلا أن مديري الحملتين الانتخابيتين لقائد السبسي والمرزوقي أعلنا أنهما سيتنافسان في الدور الثاني المقرر تنظيمه قبل نهاية ديسمبر القادم. وتوقع قائد السبسي أن تونس ستنقسم خلال الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية إلى "شقين اثنين: الإسلاميون من ناحية وكل الديمقراطيين وغير الإسلاميين من ناحية أخرى". ويتعين على الهيئة الانتخابية، بحسب القانون الانتخابي، إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في مدة أقصاها ثلاثة أيام بعد إغلاق آخر مكتب للاقتراع أي في 26 نوفمبر، لكن الهيئة أعلنت أنها "ستسعى لاختصار هذه المدة إلى يومين".
ووفق هذا القانون، وفي حال عدم حصول أي من المرشحين على "الأغلبية المطلقة" من أصوات الناخبين أي 50% زائد واحد، تجرى دورة انتخابية ثانية في أجل أقصاه 31 ديسمبر القادم، يشارك فيها فقط المرشحان الحائزان على المرتبة الأولى والثانية في الدورة الأولى. يذكر أن رابطات حماية الثورة، مجموعات محسوبة على الإسلاميين، حلها القضاء التونسي في مايو الماضي لضلوعها في أعمال عنف استهدفت اجتماعات ونشطاء أحزاب معارضة علمانية. وفاز حزب "نداء تونس" الذي أسسه الباجي قائد السبسي عام 2012 في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 26 أكتوبر الماضي على حركة النهضة الإسلامية التي حكمت تونس منذ نهاية 2011 وحتى مطلع 2014. وكانت الحركة تخلت عن السلطة لحكومة غير حزبية تقود البلاد حتى إجراء انتخابات عامة لإخراج تونس من أزمة سياسية حادة اندلعت عام 2013 إثر اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية، وقتل عناصر من الجيش والشرطة في هجمات نسبتها السلطات إلى إسلاميين متطرفين.
الشروق