كشف المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا، طارق ديمتري، أن الجزائر أكثر الدول التي حرصت على إنجاز الحوار بين الفرقاء الليبيين، وكشف مخاوف جزائرية أبلغه بها مسؤولون جزائريون من تدخل مصري في ليبيا، قد يعقد الأوضاع ويزيد من احتمالات الحرب الأهلية في ليبيا.
قال ديمتري في مداخلة بثتها قناة “مصراتة” الليبية أن “وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أبلغني مخاوف الجزائر من أن تكون هناك مؤامرة مصرية في ليبيا”، وأضاف: “ليس لي ما أخسره حين أكشف الحقيقة، لعمامرة عبر لي بشكل صريح عن مخاوف الجزائر من أن يتسرع المصريون في التدخل في ليبيا، ما قد يعقد الوضع أكثر”. وكشف طارق ديمتري أن “الجزائر كانت ترغب في أن تنجح مساعي الحوار بين الليبيين، والجزائريون كانوا متخوفين من انهيار ليبيا وانزلاقها إلى حرب أهلية”، وأشار إلى أن “الوضع المتوتر في ليبيا مقلق بالنسبة للجزائر”، وقال: “رمطان لعمامرة طلب مني أن تدعم الأمم المتحدة الحوار بين الليبيين، وأكد خلال لقائي به أن الجزائر ستقوم بكل جهد في اتجاه مسعى إنجاز الحوار بين الليبيين”. وأضاف: “واتفقنا (ديمتري ولعمامرة) أنه في حال نجح أي منا (يقصد الجزائر أو الأمم المتحدة) في إقناع الليبيين بالحوار، فسيدعم كل طرف الآخر، وهو الأمر الذي اتفقنا عليه”. وشدد المبعوث السابق للأمم المتحدة إلى ليبيا على أنه أبلغ خليفته في هذه المهمة برنادون ليون بهذا الاتفاق، وأوصاه بالعمل مع الجزائر في حال نجحت في إقناع الليبيين بالحوار”.وسعت الجزائر إلى عقد مؤتمر للحوار الوطني الليبي في الجزائر نهاية شهر أكتوبر الماضي. لكن وزير الخارجية رمطان لعمامرة قال في تصريح صحفي سابق إن ظروف عقد هذا المؤتمر لم تتوفر بعد، وتم في المقابل النجاح في عقد جولة أولى من الحوار الليبي في منطقة غدامس في شهر أكتوبر الماضي، فيما تواصل الجزائر وتونس بالتنسيق مع الأمم المتحدة المساعي لعقد جولة ثانية من حوار غدامس بين فرقاء الأزمة في ليبيا. وعلى صعيد آخر، استقبلت الجزائر أول فوج من الجرحى الليبيين للعلاج في المستشفيات الجزائرية، ونقل عدد من الجرحى عبر معبر تين الكوم في إليزي، فيما وصل عدد من الجرحى إلى الجزائر عبر رحلة جوية من تونس الأربعاء الماضي، كما نقلت السلطات الجزائرية مساعدات إغاثية إلى السكان الليبيين في المناطق القريبة من الحدود، انطلاقا من نقطة تجميع المساعدات في منطقة إليزي.
الخبر