تجددت، ليلة أول أمس، المواجهات بين سكان حيي فج الريح وواد الحد بالوحدة الجوارية رقم 14 بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، ما تسبب في خسائر مادية معتبرة بعد تحطيم وحرق عشرات السيارات، ما دفع بالوالي للتنقل إلى المنطقة مرفوقا بقيادات الشرطة والدرك والجيش، مع حديث عن وجود أسلحة نارية متداولة.
دخلت الأوضاع بالوحدة الجوارية رقم 14 في وضع خطير ينذر بالانفجار، حيث عاشت الوحدة المكونة من سكان كل من حيي فج الريح القصديري المرحل، وكذا الحي القصديري واد الحد، ليلة بيضاء أول أمس، بسبب المواجهات الدامية بين شباب الحيين، استعملت فيها قارورات “المولوتوف” لحرق السيارات، وحتى محاولة حرق المساكن.
تنقلت “الخبر” إلى مكان المواجهات، حيث التقينا في بادئ الأمر بسكان حي فج الريح، والذين أجمعوا أنهم أصبحوا لا ينامون من جراء الاعتداءات التي يقوم بها سكان حي واد الحي عليهم، حيث خلفت المواجهات الأخيرة، حريق العديد من السيارات، وتحطيم ما لا يقل عن 20 سيارة أخرى، ومحاولة حرق منازل وحتى مسجد الحي، متهمين السلطات بالتقصير من خلال عدم تدخلها لفض المواجهات ما زاد من عنف المهاجمين، الذي حسبهم يستعملون مختلف الأسلحة البيضاء وحتى الأسلحة النارية، ويستخدمون ألبسة عسكرية، وقارورات “المولوتوف” الحارقة، مضيفين أنهم أصبحوا يخشون على حياتهم وحياة أولادهم من سكان واد الحد.
نفس الطرح أكده سكان الحي الغريم واد الحد عند حديثنا إليهم، والذين أضافوا أنهم ضحايا حي فج الريح، حيث لم يسلم أحد منهم، متهمين أياد خفية بتحريضهم، في إشارة إلى عناصر إرهابية أو تائبة على اعتبار أن الحي القصديري فج الريح كان مركز عبور للجماعات الإرهابية، والعديد من سكان الحي القصديري التحقوا بالجماعات المسلحة، مؤكدين رؤيتهم لشباب الحي الآخر يرتدون لباس يشبه لباس الشرطة ويحملون أسلحة نارية، مضيفين أنهم أصبحوا يعيشون في رعب يومي طيلة سنتين، وحتى عناصر الأمن بمركز الشرطة المتواجد في الحي أصبحوا في خطر، ووصل الأمر بشباب حي فج الريح أن حطموا وأحرقوا عشرات السيارات حتى تلك المركونة أمام مقر الأمن، محذرين من تحول الوحدة الجوارية إلى غرداية قسنطينة.
من جهته تنقل والي قسنطينة حسين واضح، مرفوقا برئيس أمن الولاية، قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، نائب قائد القطاع العملياتي العسكري، إلى الحي، حيث اجتمع مع سكان حي واد الحد، داخل مركز الشرطة، أين أجمع المتدخلون أنه على السلطات التعامل بحزم أكثر، وتطبيق القانون على الجميع، كما اقترحوا إما ترحيلهم أو ترحيل سكان حي فج الريح، محذرين الحاضرين من المسؤولين أنه وإلى غاية اليوم رغم أن المواجهات مستمرة منذ سنتين، لم تتسبب في وفاة أي أحد من الطرفين، إلا أنه في حالة استمرار الوضع حذروا من وقوع قتلى مستقبلا، كما أكدوا أن ما يقوم به شباب الحي الآخر منظم وليس عشوائيا وكأنهم تلقوا تدريبات في القتال، ليقوم الوالي ومن معه من المسؤولين الأمنيين، بالتوجه إلى الجهة الأخرى من الحي أين يقطن سكان فج الريح، والتجول داخل الحي وسط إجراءات أمنية شديدة، ليغادر بعدها إلى مقر الديوان. كما علمت “الخبر” من مصادر موثوق بها أن الأجهزة الأمنية تعمل على وضع مخطط أمني عاجل لضمان أرواح وممتلكات السكان.
وعلى إثر الاجتماع الأمني لولاية قسنطينة، تقرر تدعيم مصالح الشرطة بعناصر وحدات الأمن لأربع ولايات شرقية، وذلك لتدعيم نوعي في الميدان بعد أن خرج المجتمعون بإجماع على أن الوضع خطير.
الخبر