نواكشوط : أكدت أوساط مقربة من جلسات الحوار بين الحكومة الموريتانية ومجموعة الشبان السلفيين المعتقلين على خلفيات سياسية وأمنية وعقائدية أن لجنة العلماء قررت تمديد فترة التفاوض لأسبوعين قادمين.
ووفقا لما ورد بجريدة "القدس العربي" اللندنية ، تحدثت هذه الأوساط عن نتيجة ايجابية حققها علماء السلطة في مناظرتهم الجارية مع مجموعة الخديم ولد السمان المتهم الرئيسي في مواجهات نواكشوط الدموية والذي يعتبره تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أميرا له في موريتانيا.
وأوضح مصدر مقرب من التفاوض أن الخديم ولد السمان بدأ في تغيير مواقفه المتشددة الأولى، بينما أعرب سيدي ولد سيدينا وهو مساعده الأول عن استعداده للذهاب إلى معسكرات القاعدة بشمال مالي للتوسط بين قيادة التنظيم والحكومة الموريتانية حول القضايا المثارة حاليا، وهو ما لم تعط لجنة العلماء أي رد بخصوصه حتى الآن مع أنه أبلغ للسلطات العليا.
وأشار مصدر أمني موريتاني إلى أن ربط صلات مع قيادة تنظيم القاعدة يعتبر هدفا مهما تسعى له الحكومة الموريتانية بهدف التوصل لتفاهمات توقف التهديد الأمني.
واستبعد المصدر أن تنجح الحكومة في هذا الهدف لأن تنظيم القاعدة يكفر النظام القائم في موريتانيا ويعتبره عميلا للغرب وهو ما يبعد أي احتمال للتفاهم معه.
وكان الفقيه محمد المختار ولد امباله مستشار الرئيس الموريتاني والناطق باسم لجنة العلماء قد أكد أن الحوار الجاري حاليا بين مجموعة العلماء والشباب الموجودين بالسجن المركزي بنواكشوط، يسير بخطى ثابتة وجيدة وستكون له نتائج طيبة تعود على الأمة بالخير، وفق تعبيره.
ونبه المستشار في تصريح صحفي أدلى به الاربعاء، لوسائل الإعلام الرسمية بموريتانيا إلى أن الحوار قضية فكرية لا يمكن فيها الاستعجال وليست لها نتيجة محسومة تحسم اليوم أو غدا، مضيفا :" لا بد له من الوقت، فهي ليست مفاوضة وليست صلحا وإنما هي محاورة فكرية تتعلق ببعض الآراء وبعض المفاهيم التي تحتاج إلى قدر من التأمل والتصحيح ومناقشة الأدلة".