قذفت امرأة تونسية السبت 13 ديسمبر/كانون الأول الرئيس المنتهية ولايته والمترشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية منصف المرزوقي بحذاء لما كان يهم بعقد اجتماع انتخابي في مدينة الكاف الواقعة في الشمال الغربي، وسط حالة من الغضب والسخط الشعبي تعالت خلالها أصوات المواطنين برحيل المرزوقي الذي اضطر إلى الانسحاب.
وأدى المرزوقي الأحد زيارة إلى محافظة الكاف في محاولة لكسب تأييد أهالي الجهة التي تعدّ من أفقر الجهات وأشدها حرمانا غير أن أهالي الجهة التفوا حوله واخترقوا الحزام الأمني وطالبوه بالرحيل. وقال شهود عيان إن سيدة تونسية في عقدها الرابع قذفت المرزوقي بحذاء تعبيرا عن غضبها وسخطها على الرئيس المنتهية ولايته احتجاجا على خطابه المشحون بالكراهية والعنف. وأعاد قذف المرزوقي بحذاء إلى أذهان التونسيين حادثة الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف الرئيس بوش بحذائه خلال مؤتمر صحفي عام 2008. وتجمع عدد من المواطنين ونشطاء المجتمع المدني حول المرزوقي في حالة من الغليان، مطالبين برحيله بعد أن أهانهم بكلمة مقتضبة زاعما فيها أن أهالي الكاف يحنون إلى نظام الرئيس زين العابدين بن علي الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2010. واضطر المرزوقي إلى قطع كلمته ومغادرة المدينة.
وتؤشر حادثة قذف المرزوقي بحذاء من قبل امرأة على أن المرأة التونسية باتت مقتنعة بأنه يمثل خطرا على مكاسبها بصفة خاصة ومكاسب التونسيين بصفة عامة، بعد أن أصبح مرشح الإسلاميين، الذين يبشرون بمشروع مجتمع ذكوري يستنقص من دور المرأة ومكانتها ويهدد حقوقها كمواطنة. وغير بعيد عن مدينة الكاف أجبر أهالي بلدة الدهماني المرزوقي على الرحيل على الرغم من أنه أحاط نفسه بحزام من قواعد النهضة والجماعات السلفية، وذلك احتجاجا على عدم وفائه بوعوده التي قطعها عام 2011 ومنها فتح منجم فسفاط بالبلدة.ويحاول الرئيس المنتهية ولايته تلميع صورته المهزوزة من خلال زيارات إلى الجهات الداخلية المحرومة غير أنه بات عاجزا على عقد أي اجتماع أمام رفض شعبي كبير، يؤكد أن غالبية التونسيين لا يرون في المرزوقي سوى صدى لصوت حركة النهضة المرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان. ويبدو أن خطاب المرزوقي الذي قسم المجتمع وحرض على الكراهية والعنف وشكك مسبقا في نتائج الانتخابات قد عززت لدى التونسيين بأنه لا يصلح لأن يكون رئيسا أو رجل دولة قادر على إدارة الشأن العام وتحقيق تطلعات التونسيين إلى الحرية والتنمية. ويقول سياسيون إن المرزوقي الذي يسعى إلى تفجير الوضع الأمني بالبلاد مستعد لتأليب التونسيين على بعضهم البعض، متعللا بعودة النظام السابق وهم لا يخفون أن يكون أعد مسبقا خطة بالتعاون مع قواعد النهضة والسلفيين للزج بالبلاد في الفوضى، في حالة عدم فوزه.
الشروق