المرة دى هنا.. المرة جايه فين!.. دخلنا عشان نصلي.. وخرجنا عشان نقابل انفجارات القنابل وهجوم المُجرمين.. موازين العدل مالت وحتَّى الرَّحمة زالِت مُتنا ودمانا سالت..
والدور الجاى على مين؟” ترنيمة رثائية انتهت بتساؤل لم يجب عليه أحد حتى الآن، تلك الترنيمة التي انطلقت عقب حادث كنيسة القديسين المروع الذي راح ضحيته ما يقرب من 23 شهيدًا أذ استهدف الجاني المصليين بكنيسة القديسين، فيما وصل عدد المصابين وقتها إلى ما يقرب من 100 مصاب، أيام قليلة تفصلنا عن بداية عام جديد وعن الذكرى الرابعة للحادث ولا تزال القضية قيد التحقيق.
القديسين فى الذاكرة
مع بداية العام الجديد في الساعة الأولى يوم السبت الموافق 1 يناير 2011 بدأت جميع القنوات المحلية والفضائية فى نقل خبر الانفجار الذي حدث أمام كنيسة القديسين “مار مرقص الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء”بسيدي بشر بمدينة الإسكندرية، تناوبت الأنباء وبدأت أعين الاتهامات تشير إلى تنظيم القاعدة، وخصوصًا أن حادثة استهداف كنيسة سيدة النجاة ببغداد سبقت القديسين فيما كان تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين هدد الكنيسة القبطية في مصر بنفس المصير إن لم تطلق سراح كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين الذي إشيعت أنباء بإعلان إسلامهم.
ضحايا القديسين
أثمرت تلك الواقعة عن استشهاد 23 مواطنًا إلى السماء، أبرزهم مريم فكري صاحبة الــ22 عامًا، والتي كتبت في رسالة أخيرة بحسابها على «فيس بوك»: «سنة 2010 خلصت خلاص.. أنا قضيت أسعد أيام حياتي في 2010 وبجد استمتعت بالسنة دي وأتمنى 2011 يبقى أحسن.. عندي أمنيات كثيرة أوي في 2011 وأتمنى أنها تتحقق.. يا رب خليك جنبي وساعدني وتحقق الأماني بتاعتي»، ولكنها لم كن تعلم أن عام 2010 نهاية أحلامها وعمرها.
سيد بلال أحد سكان محافظة الأسكندرية، سلفي، وكان أول من وجهت له تهمة تفجير كنيسة القديسين من قِبَل قوات الأمن التي ألقت القبض عليه عقب الحادث بأيام قليلة ومعه الكثير من السلفيين؛ للتحقيق معهم في تفجير كنيسة القديسين، وعذبوه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وكانت قوات الأمن اقتادت سيد بلال من مسكنه فجر الأربعاء 5 يناير وأخضعته للتعذيب ثم أعادته إلى أهله جثة هامدة بعدها بيوم واحد.
غضب القاهرة
اندلع عدد من التظاهرات بمحافظتي القاهرة والإسكندرية عقب حادث القديسين وسيد بلال، لكن كانت لمحافظة القاهرة النصيب الأكبر من الغضب، بعدد من المسيرات والتظاهرات أمام الكنائس ودوران شبرا ورمسيس وكانت الهتافات حينها:” لا طائفية ولا بوليسية عايزنها دولة مدنية،” لم تطل تلك التظاهرات الصغيرة كثيرًا لكنها تجمعت كلها وانطلقت بروح واحدة متمثلة فى ثورة يناير في الـ25 من يناير عام 2011.
“ العادلي”متهم في حادث القديسين عقب نجاح ثورة يناير
بدأت الاتهامات تلاحق حبيب العادلي، وزير الداخلية، حين ذلك وبدأ التحقيق معه بتورطه في تفجير كنيسة القديسين، جاء ذلك بعدما تقدم ممدوح رمزي، المحامي ببلاغ للنائب العام، يتهم فيه اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية المقال، بالتورط في تفجير كنيسة القديسين ليلة رأس السنة، حسبما ذكرت تقارير أجنبية، فيما أحال النائب العام حينها المستشار عبد المجيد محمود، البلاغ رقم 1450 لسنة 2011 عرائض النائب العام، البلاغ إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق فيه، وسماع أقوال مقدمه ممدوح رمزى
محامي الشهداء يطالب بإعادة فتح التحقيقات في الذكرى الرابعة
ومع الذكرى الرابعة لأحداث القديسين يقول جوزيف ملاك، محامي أسر الشهداء بالكنيسة: على الرغم من مرور أربع سنوات على الأحداث إلَّا أن الجاني الحقيقي لم يقدم إلى المحاكمات، مشيرًا إلى أن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي كان أحد المتورطين بشكل أساسي في ذلك الحادث الأليم، لكنه خرج براءة من التهم كافة المنسوبة إليه.
وأكد “ملاك” أن الذكرى الرابعة تأتي بالتزامن مع خروج عدد من المتورطين في الأحداث براءة، مشيرًا إلى أنه سيتخذ إجراءات قانونية جديدة، لإعادة فتح التحقيقات في حادث الكنيسة وتحريك البلاغات، والكشف عن المتورطين في الحادث، للقصاص للشهداء الذين لقوا مصرعهم في حادث.
وأوضح جرجس باباوي، أحد المحامين بأحداث الكنيسة: إن فتح التحقيقات في الوقت الحالي لن يصل بنا إلي جديد، مشيرًا إلى علم الجميع بأن نظام مبارك كان متورطًا أساسيًّا في الأحداث، مؤكدًا أن الإرهاب دخل مصر منذ عام 2011، ولابد من القضاء عليه، وهذا لن يتحقق إلَّا بدولة عادلة تستطيع تحقيق القصاص العادل لشهداء الوطن كافة.
البديل