الجزيرة:
تجدد المواجهات اليوم في شمال نيجيريا بين قوات الأمن والجيش من جهة وحركة بوكو حرام الساعية لتطبيق الشريعة ما أسفر عن سقوط ثلاثين قتيلا وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر الشرطة، ليرتفع بذلك عدد ضحايا المواجهات في الأربعة أيام الماضية إلى زهاء 280 قتيلا.
وأشارت المصادر إلى أن القتلى سقطوا في مدينة بوتيسكوم ثاني كبرى مدن ولاية يوبي في اشتباكات اندلعت اليوم أثناء ملاحقة قوات الأمن لعناصر الحركة.
وقال مراسل الجزيرة في مدينة مايدوغوري عاصمة ولاية برنو شمال شرق نيجيريا إن أجزاء من المدينة لا تزال تخضع لسيطرة أتباع زعيم حركة بوكو حرام أو باتت تعرف لدى الأوساط الحكومية بحركة "طالبان أفريقيا" مشيرا إلى أنه يسمع دوي اشتباكات في تلك المناطق.
وأوضح المراسل أن المدينة معقل لزعيم الحركة محمد يوسف، مشيرا إلى أن المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية ينتشر فيها الجيش بكثافة وأقام فيها حواجز عسكرية أحيانا كل مائتي متر، وأضاف المراسل نقلا عن الشرطة إنها عثرت على 180 شخصا قالت إن حركة بوكو حرام اختطفتهم قبل أسبوع من ولاية بوشي.
مايدوغوري شهدت أعنف المواجهات (رويترز)
وعيد بالسحق
وأشار المراسل إلى أن السلطات كررت وعيد الأمس بالقضاء على حركة بوكو حرام. وكان الرئيس النيجيري عمر موسى يارادوا قال إن الجيش والقوى الأمنية ستعمل على سحق الحركة، مشيرا إلى أن الجيش يعمل في الوقت الراهن على ملاحقة عناصر الحركة التي تسعى -بحسب تعبيره- للإضرار بأمن واستقرار نيجيريا، وإن الوضع الأمني بات تحت السيطرة.
وقالت مصادر الشرطة النيجرية اليوم إن الجيش يواصل تطهير جيوب المقاومة الباقية لحركة بوكو حرام (والتي تعني باللغة المحلية التعليم) في الولايات الشمالية ذات الأغلبية المسلمة وتحديدا في مدينة مايدوغوري.
وأضافت المصادر أن تبادل إطلاق النار بين الجيش والمسلحين تجدد في وقت متأخر الثلاثاء بعد أن قام الجيش بقصف مسجد ومنزل زعيم الجماعة في محاولة للقضاء على الحركة التي تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد.
بيد أن المصادر الأمنية أشارت إلى أن مصير زعيم الجماعة لا يزال مجهولا على الرغم من تأكيدها بأنه لا يزال محاصرا في أحد المنازل في مايدوغوري دون أن تستبعد احتمال مقتله في القصف الذي طال موقعه أمس الثلاثاء.
المواجهات دفعت السكان إلى النزوح (الفرنسية)
قتلى ونازحون
ولفتت المصادر النظر إلى أن معظم الضحايا سقطوا في مدينة مايدوغوري التي تعتبر معقل جماعة بوكو حرام، بينما نقل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية مشاهدته جنودا يقومون بإعدام ثلاثة من أعضاء الجماعة بعد اعتقالهم مباشرة وتجريدهم من أسلحتهم.
وتحدثت مصادر محلية عن نزوح نحو ثلاثة آلاف شخص عن منازلهم في مايدوغوري هربا من الاشتباكات وقيام الجيش باستخدام قذائف الهاون لقصف الحي الذي يقع فيه منزل زعيم الحركة.
واحتجزت الشرطة في ولاية سوكوتو في شمال غرب البلاد خمسة من أعضاء بوكو حرام -التي تقول إن التعليم الغربي حرام- في وقت متأخر من مساء أمس وبينهم محاضر جامعي سابق يعتقد أنه الزعيم المحلي للجماعة.
وهاجم أنصار يوسف المسلحين بمناجل ومدي وبنادق صيد محلية الصنع وقنابل حارقة كنائس ومراكز شرطة وسجونا ومباني حكومية في أجزاء من الشمال الذي تقطنه أغلبية مسلمة في الأيام القليلة الماضية.
واندلع العنف عندما ألقي القبض على أعضاء في حركة بوكو حرام التي تريد توسيع نطاق تطبيق الشريعة الإسلامية في أنحاء البلاد يوم الأحد في ولاية بوشي، وامتدت الاضطرابات إلى ولايات كانو ويوبي وبرنو معقل يوسف.
ولم تعلن الحركة –التي تضم طلبة وشبانا أميين وعاطلين- عن مطالب واضحة سوى المطالبة برئيس جديد لنيجيريا يكون مستعدا لتطبيق الشريعة.
الموافق29/7/2009 م