أعلن مسؤولون صوماليون أن رئيس المخابرات في حركة الشباب، زكريا اسماعيل أحمد هرسي، قد سلّم نفسه لقوات الحكومة الصومالية وبعثة الإتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) في منطقة جيدو وهو الآن في عهدتها.
وورد اسم هرسي على قائمة بأشد المطلوبين وقد حددت مكافأة بثلاثة ملايين دولار مقابل القبض عليه ضمن برنامج العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية منذ حزيران/يونيو عام 2012.
وقال العقيد في الجيش الصومالي، عباس ابراهيم غوري، إن هرسي وبعضاً من رجاله استسلموا لقوات التحالف في مقاطعة آل واك يوم السبت، 27 كانون الأول/ديسمبر، مستغلين مدة العفو التي مددتها الحكومة الصومالية لعملاء الحركة الذين يسلّمون أنفسهم للسلطات.
وأوضح غوري لصباحي "أستطيع أن أؤكد الآن أن زكريا في عهدتنا، وأن القوات الحكومية تضمن سلامته وستقرر الحكومة الصومالية ماذا ستفعل به".
وذكر "نسمع أن الرجل كان مسؤولاً عن الحسابات المالية للحركة، ويعد احتجازه لدى الحكومة إنجاز هام. وسيتضح كل شيء بعد التحقيقات".
ولفت غوري إلى أنهم بانتظار عناصر من جهاز المخابرات الصومالي والأميصوم ليصلوا إلى المقاطعة حيث يحتجز هرسي حتى يتمكنوا من إستلام القضية.
وكان جهاز المخابرات الصومالي قد أصدر بياناً يوم السبت أعلن فيه استسلام هرسي من دون الكشف عن أي تفاصيل.
ومن ناحية أخرى، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محمد أوسميل، وهو مسؤول في الجيش الصومالي، أن هرسي كان قد لجأ إلى منزل في المقاطعة واتصل بمسؤولين في الحكومة بهدف تسليم نفسه.
ويعتقد أن هرسي كان قريباً من زعيم الحركة السابق أحمد عبدي غوداني الذي قتل في ضربة جوية للولايات المتحدة في شهر أيلول/سبتمبر، لكن تم تهميشه في الحركة بعد سلسلة من الإنشقاقات وعمليات التطهير الدامية داخل الحركة نفذها غوداني وخلفه أحمد عمر المعروف بأبو عبيدة.
ولكن الحركة قللت يوم الاثنين من أهمية عملية استسلام هرسي واعتقاله معتبرة أنه انشق عن حركة الشباب منذ أكثر من عام.
وقال مسؤول كبير في الحركة للوكالة "لقد ترك الحركة منذ أكثر من عام"، مصرّاً على أن "أنباء عن انشقاقه ظهرت فقط لتحويل الأنظار" عن الهجوم الذي نفذته الحركة ضد معسكر لقوات الأميصوم بمقديشو الأسبوع الماضي.
وأكد المسؤول، "كل المعلومات العسكرية التي كان يملكها تغيرت منذ أن غادر الحركة وإن المنشق المذكور لا قيمة مخابراتية يمكن أن يقدمها لأعدائنا".
وذكر غوري أن مسؤولين من حكومات دول مجاورة اتصلوا به وطلبوا تسليم هرسي لهم لمحاكمته.
وأضاف أن "كينيا هي واحدة من الحكومات التي طلبت منا تسليم زكريا إليها لكننا رفضنا، فنحن حكومة ذات سيادة وسيتم التشاور مع [الحكومة الفيدرالية] بهذا الصدد. أما دورنا حالياً فهو محصور بالجيش".
الصباحي