شككت أوساط سياسية باليمن في توصيات مؤتمر لندن، واعتبرتها سابقة خطيرة لتدويل الأزمة اليمنية وتبرير التدخل الأجنبي بمعناه الشامل تحت مفهوم الوصاية.
وقال الناطق الرسمي باسم لجنة الحوار الوطني محمد الصبري للجزيرة نت إن نتائج المؤتمر تفضي باليمن إلى التدخل الأجنبي الأمني والعسكري والاقتصادي والسياسي تحت مسمى الوصاية، وتوقع أن تسلم في المرحلة المقبلة شؤون اليمن تدريجيا إلى "الجانبين الأميركي والبريطاني".وتحدث عن تناقض بين قرارات المؤتمر التي أقرت بتقديم الدعم والمعونة لحكومة اليمن وبين تصريحات المسؤولين الغربيين التي أكدت فشل الحكومة اليمنية.
ونفى الصبري التأكيدات الغربية باستقلال اليمن وعدم التدخل في شؤونه، مؤكدا أن المسؤولين الغربيين كذبوا في العراق وفلسطين ولبنان، وتساءل: متى يقول هؤلاء الحقيقة؟ ويرى أن المؤتمر ترويج إعلامي لنقل فكرة الاهتمام بمشكلة اليمن وحلولها في الإطار الوطني والداخلي إلى الإطار الدولي والإقليمي، واتهم المسؤولين اليمنيين بالاستسلام أثناء المؤتمر وتحولهم إلى سفراء للنوايا الحسنة "يحذرون من خطر فشل الدولة اليمنية والوضع الإنساني فيها".
تعزيز الخضوع
ويرى رئيس المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك عبد الوهاب محمود أن اليمن لم يحصل على أي تمويل لمشاريع جديدة أثناء مؤتمر لندن، وكل ما تم هو إخضاع المؤسسات اليمنية للرقابة الغربية.وقال محمود للجزيرة نت إن الدول الغربية والولايات المتحدة وصلوا إلى قناعة بأن تلك المؤسسات (الأمنية والاقتصادية) لا تعمل بشكل جيد، وبالتالي قرروا وضع اليمن تحت رقابتهم، وتمنى أن تستفيد حكومة اليمن من المجتمع الدولي وتصحح الأخطاء.
ومن جهته حذر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة صنعاء منصور الزنداني من مغبة الانخداع بالشكل الظاهري لنتائج المؤتمر لأن هناك مواقف لم تعلن، وفق تعبيره.وبرأيه فإن استعداد وزارة الدفاع الأميركية لإرسال قوات إلى اليمن -وان تحت مسمى المساهمة في التدريب والتعاون الأمني– دليل على وجود نوايا تدخل أجنبي.وأضاف أن مؤتمر لندن أحبط كأنه لم يكن لديه أي موضوع للنقاش، وخرج بنتيجة واحدة هي الدعوة إلى مؤتمر آخر ينعقد في الرياض. وكان البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد قبل ستة أيام أكد ضرورة اتباع نهج شامل بدعم قوي من المجتمع الدولي لمواجهة تحديات تتنامى يواجهها اليمن.
في مؤتمر لندن
وطالب المجتمعون حكومة اليمن بالالتزام الصريح بمواصلة أجندتها الإصلاحية والشروع في مناقشة برنامج صندوق النقد الدولي.كما طالبوا بالإعلان عن التزام المجتمع الدولي بدعم الحكومة في مكافحتها تنظيم القاعدة، وبالتزام جميع المشاركين بالتطبيق الكامل لكافة أحكام لجنة العقوبات الأممية وفق قرار مجلس الأمن 1267.
رأي مغاير
لكن الحكومة اليمنية رحبت بنتائج المؤتمر، وجاء في افتتاحية يومية "الثورة" الرسمية "نشكر مساندة دول الخليج في اجتماع لندن ودعمها اللامحدود لوحدة واستقرار وأمن اليمن". وأكدت الصحيفة أن اليمنيين "سيحفظون لإخوانهم وزراء الدول الثماني والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أدوارهم البارزة وإسهامهم الإيجابي في إنجاح اجتماع لندن، وخروجه بتلك المقررات التي تصب في مجملها في دعم اليمن اقتصادياً وسياسياً وأمنياً".