اعتبر المؤتمر الوطني الليبي العام (البرلمان المؤقت السابق الذي أعلن استئناف جلساته مؤخرًا) أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة بليبيا، برناردينو ليون، تَسرّع في إعلان مكان انعقاد الحوار بمدينة جنيف قبل عرض المقترح عليه، موضحًا أنه أرجأ اتخاذ قرار مشاركته حتى الأحد القادم.
جاء ذلك في تصريحات لصالح المخزوم، نائب رئيس المؤتمر الوطني العام وعضو وفد الحوار، في مؤتمر صحفي، مساء اليوم الإثنين، برفقة أعضاء الوفد عقب جلسة استثنائية عقدها المؤتمر اليوم لمناقشة موقف المؤتمر من حوار جنيف.
وقال المخزوم إن “أعضاء الوفد أبلغوا السيد ليون بضرورة عدم اتخاذه لقرار دون الرجوع إلى المؤتمر الذي استقبل مقترحات من السيد ليون وحدد اليوم موعدًا لجلسة مناقشتها والتصويت عليها من بينها تحديد جنيف مكانًا للحوار، وطلبنا من السيد ليون أن يرسل للمؤتمر قائمة بأسماء الأطراف وهو الطلب الذي لم يلب حتى اللحظة (15:50 تغ)”.
وأضاف المخزوم : “لقد فوجئ المؤتمر بإعلان البعثة الأممية تحديد مكان للحوار بجنيف، وتسمية أطراف للحوار (لم يحددها) لم يوافق عليها المؤتمر كطرف في الحوار”.
وأشار إلى أن “تَسرُّع ليون أحدث ربكة كبيرة نخشى منها على فشل هذا الحوار ورغبة من المؤتمر في إنجاح الحوار قرر إرجاء اتخاذ القرار الأخير حتى يوم الأحد القادم لتكثيف الاتصالات بالسيد ليون لمعرفة أسباب هذا التعجل ومعرفة أسباب اقتراحه أسماء لا علاقة لها بالحوار منها اقتراحه أسماءً قال إنهم مقاطعون لجلسات المؤتمر”.
وأوضح المخزوم أن اللقاء في جنيف، بحسب ما ذكره ليون، وهو أن يلتقي وفد أممي كل طرف على حدة دون لقاء الطرفين بشكل مباشر “لا يتفق مع قرار مجلس الأمن الذي ينص على أن يكون الحوار ليبيًا ليبيًا وبقيادة ليبية، ونرى أن الشكل الذي طرحه السيد ليون للحوار في جنيف هو أقرب إلى الشقاق والفرقة وليس للحوار”.
وختم المخزوم حديثه بالقول أن “الوفد كلف أحد أعضائه بالتواصل مع السيد ليون لمعرفة المعايير التي رشحت على أساسها البعثة الأسماء المطروحة لحضور الحوار، وأيضا تحديد جدول أعمال اللقاء بشكل واضح لحل المشاكل العارضة التي سببها تسرّع السيد ليون”.
وأمس الأول السبت، دعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، في بيان مشترك فرقاء ليبيا، إلى التحاور في جنيف بـ”شكل جدي” لـ”تجنب تدهور جديد للأوضاع في البلاد”، فيما أعلنت البعثة الأممية في ليبيا، ذات اليوم، في بيان لها، موافقة الأطراف المتنازعة في هذا البلد العربي، على عقد جولة حوار في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف، الأسبوع المقبل، ضمن جولات الحوار لإنهاء الأزمة في البلاد.
ولم تحدد البعثة الأممية، في بيانها، موعدا محددا لجلسة الحوار هذه أو مدتها، لكنها قالت إنها ستعقد الأسبوع المقبل، كما لم تذكر الأطراف التي دعيت إليها، إلا أن الأطراف المشاركة في الحوار الليبي تشمل برلمانيين من مجلس النواب المنعقد بطبرق، والمؤتمر الوطني في طرابلس.
ويأتي الإعلان عن جولة الحوار هذه عقب لقاءات عقدها برناردينو ليون مع ممثلين عن تلك الأطراف، إضافة لقيادات عسكرية من طرفي الصراع، أبرزهم اللواء خليفة حفتر، وقادة من عملية “فجر ليبيا” المدعومة من حكومة عمر الحاسي في طرابلس.
وتعاني ليبيا أزمة أمنية وسياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته في الشهور الأخيرة، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: مجلس النواب المنعقد في طبرق، والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه وهما يحظيان باعتراف دولي واسع.
أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش، جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).
ومنذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، تقود الأمم المتحدة متمثلة في رئيس بعثتها للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، جهودا لحل الأزمة الليبية الأمنية والسياسية في ليبيا تمثلت في جولة الحوار الأولي التي عقدت بمدينة “غدامس″ فيما أجلت الثانية أكثر من مرة لعدم الاتفاق علي الأطراف المشاركة في الحوار ومكان عقده.
القدس العربي