قالت الحكومة الانتقالية في ليبيا أمس الجمعة إنها تواجه مجموعات هي امتداد لتنظيمات متطرفة، وطالبت المجتمع الدولي بالقيام بواجبه في مساعدة الدولة الليبية في حربها على الإرهاب من خلال رفع الحظر عن تسليح "قوات عملية الكرامة" وتقديم المشورة الفنية والتقنية له، لكي يقوم بواجبه في مكافحة التطرف والإرهاب وحماية أمن البلاد والمحيط الإقليمى والسلام الدولي.
وأوضحت الحكومة في بيان أصدرته أمس الجمعة، أنه يوماً بعد يوم يتأكد ما حذرت منه ونبهت له، من أن العاصمة الليبية طرابلس بعد الهجوم عليها من ميلشيات ما يسمى بفجر ليبيا المسلحة وبعد قتل وتشريد أبناء المدينة، قد كشفت عن حقيقتها على الملأ. ولفتت إلى نشر وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي مؤخراً ظهور جماعات تطلق على نفسها اسم "الحسبة" وترفع علم تنظيم القاعدة وهى تتجول في شوارع طرابلس وتقوم بالاعتداء على المحلات التجارية وإرهاب أصحابها بحجة مخالفة الشرعية الإسلامية في محاولة منها لفرض رأيها بقوة السلاح. وكان تنظيم متطرف يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية فرع ليبيا، الموالى لتنظيم داعش المتطرف قد نشر اليوم مجموعة من الصور الفوتوغرافية الجديدة لعناصره وهى تقوم بهدم وإزالة عدد من الأضرحة في مناطق متفرقة بالعاصمة طرابلس بزعم أنها منافية لتعاليم الدين الإسلامى.
هدم الأضرحة
وأظهرت الصور، مجموعة من عناصر هذا التنظيم المسلح وهى تتنقل على متن سيارات نقل في شوارع المدينة بينما يقوم بعضها بهدم الأضرحة. وقال التنظيم في بيان مقتضب وزعه مع الصور: "يعمل رجال الحسبة في ولاية طرابلس على تطهير الولاية من الأضرحة ومعالم الشرك التي ما فتئ القبوريون من الطواف حولها". من جهتها، اعتبرت الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني أن ما يجرى في العاصمة طرابلس يمثل إهانة بالغة للشعب الليبي المعروف عنه الاعتدال والوسطية في الدين ونبذ الإرهاب والتطرف، مشيرة إلى أنها يعد أيضا تكرار لما حدث في مدينة درنة التي هي الآن خارج سيطرة الدولة. وأعلنت الحكومة في البيان الذى أصدرته أمس أن حل المشكلة في ليبيا لن يكون إلا بالحوار، مجددة دعمها للجهود التي يبذلها برنادينو ليون رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. ودعت الحكومة كافة الأطراف إلى الجلوس لطاولة الحوار للخروج بالبلاد من الأزمة التي تسير فيها نحو التفكك والانهيار، إذا لم يتدارك الليبيون أمرهم ويغلبون صوت العقل والحكمة على صوت المعارك. وشددت على أن التاريخ لن يغفر لهم استمرارهم في التعنت في مواقفهم.
ليبيا المستقبل