الخرطوم: وصل الرئيس التشادي إدريس ديبي اليوم الاثنين إلى العاصمة السودانية الخرطوم، وكان في مقدمة مستقبليه في المطار الرئيس عمر البشير، في محاولة لتهدئة التوتر القائم بين الدولتين منذ سنوات.
وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان قرار الرئيس التشادي إدريس ديبي بالمجيء إلى الخرطوم كان مفاجأة على ما يبدو حتى لعدد من كبار المسؤولين السودانيين.
وكان ديبي قد فاجأ رؤساء ونواب وأعضاء مجالس شيوخ من نحو عشرين برلمانا فرنكفونيا خلال اجتماعه بهم في تشاد الأسبوع الماضي عندما أعلن أنه سيذهب يوم 8 فبراير/شباط إلى الخرطوم للقاء الرئيس البشير.
وقال "في الوقت الذي أتحدث فيه إليكم فإن البشير لم يبلغ بعد وأخصكم أنتم بهذا الخبر، وسيتم إبلاغه لدى الخروج من هذا اللقاء"، مضيفا "إنني رجل حوار وانفتاح.. الحرب لم تحل أبدا الأمور وإنني أعرف ما أقول، وتشاد تريد أن تعيش في انسجام تام مع جميع جيرانها".
وكان البلدان قد دأبا على اتهام بعضهما البعض بإيواء ومساعدة الجماعات المتمردة في كل منهما، وإنهار العديد من اتفاقات السلام التي وقعت بينهما بعد اشتعال القتال على الحدود بين الدولتين.
وفي يوليو/تموز رفع السودان شكوى أمام مجلس الأمن الدولي بعد غارات شنها الطيران التشادي على أراضيه وأقر التشاديون بانهم قصفوا مواقع للمتمردين التشاديين يقيمون قواعدهم الخلفية في دارفور.
ويعتقد أن بعض الجماعات المتمردة التي تساهم في استمرار النزاع المسلح في اقليم دارفور في غرب السودان يتم تمويلها من تشاد. وتأتي زيارة الرئيس ديبي بعد ظهور بعض المؤشرات على تحسن العلاقات.
وكانت الدولتان وقعتا في الشهر الماضي اتفاقا يهدف الى تعزيز الاجراءات الامنية على الحدود.
وتتهم تشاد منذ سنوات السودان بدعم التمرد الذي يسعى لإطاحة رئيسه ديبي، في وقت تتهم الخرطوم إنجمينا بدعم متمردين في إقليم دارفور السوداني.
وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في مايو/أيار 2008 بعد هجوم شنه متمردون على العاصمة السودانية الخرطوم، واتهم السودان تشاد بتقديم الدعم للمتمردين.
ووقعت اتفاقيات مصالحة بين رئيسي البلدين في السنوات الأخيرة، إلا أن البلدين الجارين اتهما بعضهما بعضا بخرقها أحيانا بعد أيام من توقيعها.