كشفت القوى المعارضة المشاركة في الحوار الوطني أنها توصلت إلى أن الرئيس عمر البشير رفض مقترحا من رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو أمبيكي بلقاء الأحزاب التي علقت مشاركتها في الحوار، وأكدت أنها على استعداد للقاء الرئيس وغيره في أي وقت.
وأعلن 16 حزبا معارضا، في 20 يناير الحالي، تعليق مشاركتها في الحوار الوطني، وقاطعت لقاء الرئيس البشير بآلية "7+7" الذي انعقد مساء اليوم التالي لإعلان تعليقها المشاركة في الحوار.
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية، القريب من السلطات الأمنية، الجمعة، أن القوى السياسية المعارضة المشاركة في الحوار الوطني وعلى رأسها حركة "الإصلاح الآن"، برئاسة غازي صلاح الدين ومنبر السلام العادل بزعامة الطيب مصطفى، وتحالف قوى الشعب العاملة أعلنت عن موافقتها على مقترح أمبيكي بلقاء البشير خلال أيام.
لكن ممثل حركة "الإصلاح الآن" في آلية الحوار، حسن رزق، أبلغ "سودان تربيون" أن أمبيكي اقترح عليهم لدى لقائه قوى المعارضة المشاركة في الحوار، أن يطلب من الرئيس عقد اجتماع لاحتواء أزمة تعليق معظم قوى المعارضة لمشاركتها في المبادرة.
وأكد رزق أن أمبيكي التقى رئيس الجمهورية وغادر الخرطوم دون أن يبلغهم برد البشير على المقترح "ما يعني ضمنيا أن المقترح لم يجد القبول من الرئيس" وتابع "نحن على استعداد للقاء البشير وغيره من القوى السياسية في سبيل انجاح الحوار الوطني".
وقال حسن رزق أن المنسحبين من الحوار اشترطوا على أمبيكي للقاء الرئيس عدم اشراك القوى التي أبعدتها الجمعية العمومية للأحزاب المعارضة المحاورة.
وكانت الجمعية العمومية لأحزاب المعارضة في الحوار الوطني أعلنت، في ديسمبر الماضي، فصل كل من بشارة جمعة أرورو ممثل حزب "العدالة" لمشاركة حزبه في الحكومة عبر وزير بولاية شمال دارفور، ورئيس حزب "الحقيقة الفدرالي" فضل السيد شعيب بعد إعلانه خوض الانتخابات.
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية عن العميد (م) ساتي سوركتي مقرر الأحزاب المحاورة المشاركة في الحوار، أن محاولات قادها رئيس الآلية الأفريقية في إقناع أحزاب المعارضة بلقاء الرئيس بعد أن تعذر لقائهم ضمن آلية (7+7) الأخير، مؤكداً موقفهم للجلوس مع البشير باعتباره رئيس اللجنة العليا للحوار الوطني.
واطلق البشير دعوة للحوار الوطني في 27 يناير 2014، حث فيها معارضيه بلا استثناء على الانضمام لطاولة حوار، تناقش كل القضايا الملحة، لكن دعوته واجهت تعثرا بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة وقوى اليسار التجاوب معها من الأساس.
وكان بيانا لقوى المعارضة المحاورة أعلن تعليق مشاركة 16 حزبا في الحوار لحين استيفاء مطلوبات تهيئة المناخ الواردة في الوثائق الموقع عليها من الجانبين والمعتمدة إقليميا ودوليا والتي تشمل "اتفاق أديس أبابا، "نداء السودان"، و"خارطة الطريق".
وأشار البيان الى أن هذه المطلوبات تتمثل في إطلاق سراح المعتقلين والمحكومين سياسيا كافة، السماح للأحزاب بممارسة نشاطها خارج دورها، بسط حرية النشر والتوقف عن مصادرة الصحف والتضييق على الصحفيين، ايقاف الإجراءات الاستثنائية الى حين انتهاء الحوار.
سودان تريبون