عقد الرئيسان السوداني عمر حسن البشير والتشادي إدريس ديبي في الخرطوم اجتماعا أمس الاثنين لتعزيز علاقات البلدين بعد التوتر الذي شهدته في السنوات الأخيرة، وانتهى بإبرام الطرفين اتفاقا للتطبيع وتأمين الحدود منتصف شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
وأجرى البشير وديبي اتصالا هاتفيا مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عبرا خلاله عن تقديرهما لدوره في التهميد لهذا الاجتماع، ومن جانبه دعا أمير قطر الرئيسين السوداني والتشادي إلى مواصلة التنسيق بينهما.ووصل ديبي إلى الخرطوم أمس الاثنين في زيارة نادرة هي الأولى له منذ عام 2004، وذلك في إطار عملية تقارب تهدف لإنهاء أسباب التوتر بين البلدين.
وقال الرئيس التشادي في مستهل المحادثات إنه قدم إلى الخرطوم "مثل حمامة"، مؤكدا أنه جاء ليثبت التزامه بالسلام وإعادة الثقة بين البلدين.
ومن جانبه تعهد الرئيس السوداني بتنفيذ جميع الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، وأعرب عن رغبته في العودة إلى العلاقات الحسنة، مؤكدا أهمية نشر قوات حدودية مشتركة سيكون لها "تأثير قوي" على الأمن على طول الحدود، ولسكان إقليم دارفور السوداني.
محادثات الدوحة
وتأتي زيارة ديبي للخرطوم في وقت تحتضن فيه العاصمة القطرية الدوحة محادثات سلام بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور المنتشرين في الحدود بين البلدين.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية السوداني دينق ألور كول للصحفيين لدى وصول ديبي إن زيارة الرئيس التشادي سيكون لها أثر إيجابي على حوار الدوحة.
وقد دخل ديبي مباشرة عقب وصوله الخرطوم في محادثات مغلقة مع نظيره السوداني، ومن المقرر أن يلقي كلمة على مواطنين تشاديين وسودانيين في العاصمة السودانية اليوم الثلاثاء.
وكان ديبي فاجأ رؤساء ونواب وأعضاء مجالس شيوخ من نحو 20 برلمانا فرنكفونيا خلال اجتماعه بهم في تشاد الأسبوع الماضي عندما أعلن أنه سيذهب يوم 8 فبراير/شباط إلى الخرطوم للقاء الرئيس البشير.
سنوات من التوتر
وتتبادل تشاد والسودان -اللتان تتسم العلاقات بينهما بالتقلب منذ خمس سنوات- الاتهامات بمساندة حركات التمرد المناهضة لنظام كل منهما، وقد وقعتا منتصف يناير/كانون الثاني الماضي في إنجمينا اتفاقا للتطبيع مرفقا ببروتوكول لتأمين الحدود.
وتعهد البلدان في هذين الاتفاقين بوقف أي دعم لحركات التمرد، ووضعا جدولا زمنيا لتشكيل قوة مشتركة، وكانا قد قطعا العلاقات الدبلوماسية بينهما أشهرا عدة خلال عام 2008.
وغالبا ما تتهم إنجمينا السودان بالوقوف وراء هجمات المتمردين التي تهز تشاد بانتظام منذ عام 2006، وفي فبراير/شباط 2008 وصل المتمردون إلى أبواب القصر الرئاسي في إنجمينا وأوشكوا على الإطاحة بالنظام.
وتتهم الخرطوم من جهتها تشاد بدعم حركة العدل والمساواة وهي حركة التمرد الرئيسية في إقليم دارفور غرب السودان، كما اتهمتها بالوقوف وراء هجوم لمتمردي دارفور على أم درمان عند أبواب العاصمة السودانية.