الخرطوم : سيطرت أهازيج وهتافات الحملات الانتخابية على الشارع السوداني، واكتست حرارة ونكهة التنافس السياسي، بعد أكثر من عقدين من الزمان من الانتخابات الأحادية الباردة، وحازت مدينة أم درمان على معظم حملات مرشحي رئاسة الجمهورية، وسط أجواء متفائلة بمسيرة هادئة للعملية الانتخابية من دون عنف، وتراجعت قناعات راسخة بسيطرة المؤتمر الوطني "الحاكم"، برئاسة عمر البشير على الشارع الانتخابي، وارتفعت وتيرة التفاعل بين المواطنين مع الحدث خلافا للفترة السابقة التي اتسمت بالتسليم بفوز البشير.
ووفقا لما ورد بجريدة "الخليج" الإماراتية ، تمسك البشير بخطابه السياسي المصادم للمجتمع الدولي، كما تمسك مناصروه بأناشيد وأغنيات "الإنقاذ" الشهيرة، حيث سخر أمام الآلاف منهم ليلة السبت/الأحد، من المحكمة الجنائية الدولية، وأكد التركيز على وحدة البلاد وعدم التفريط في شبر منها، والاعتماد على الذات، ومجابهة أي تدخلات أجنبية، وتحويل السودان إلى دولة صناعية، وبسط الخدمات في المدن والريف، وإعادة تأهيل خطوط السكك الحديدية.
وتعهد في حال اختيار شعب الجنوب الانفصال، بجوار أخوي، ودعم تأسيس دولتهم . وانتقد دعاوي التطهير العرقي والإبادة الجماعية في دارفور.
وقال البشير :" إن السلام أتى لدارفور رغم أنف الكائدين، واستند البشير على انجازات السنوات العشرين الماضية لتأكيد أحقيته برئاسة البلاد"، ولفت إلى التطورات في تصنيع الطائرات والسلاح واستخراج النفط.
ووسط أغنيات الفنان محمد وردي التي ارتبطت بثورة أكتوبر/ تشرين الأول 1964 وانتفاضة ابريل/ نيسان 1985 ، دشن مرشح الحركة الشعبية للرئاسة ياسر عرمان حملته الانتخابية من منزل المناضل علي عبد اللطيف مؤسس حركة اللواء الأبيض بحي الموردة بأم درمان.
وقال البشير :" إنه يتحدث باسم "كبرى حركات الفقراء والمحرومين الذين يتطلعون إلى فجر وأمل وحلم جديدين"، لسودان جديد يرتكز على برنامج الحركة الانتخابي، حيث السلام وتطوير التحول الاقتصادي والاجتماعي، ومعالجة المعوقات التي تعترض طريق الحريات، والانحياز الكامل للفقراء والمهمشين، وقد آن الأوان للتصالح مع تنوعنا وتغيير واقع الحال، ودوام الحال من المحال".
ياسر عرمان
وقال عرمان وسط هتافات "نيو سودان بالإمكان :" إنه مرشح باسم العدالة والسلام العادل والاستقرار"، مضيفا أن الأمل والتغيير أساسه أن اليمن بعد عشرين عاما من الشمولية والقهر قد تبددت الآمال، وأضحت في مفترق طرق أن تكون أو لا تكون، ولابد أن تكون في الألفية الثالثة للتحول من دولة الجباية إلى الرعاية والرفاهية والخدمات، كفجر جديد وفقا لإرادة الشعب.
والتزم رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي بترتيبه الشهير للقضايا، وأعلن عن عشر منها "مهلكات" مقابل عشر أخريات وصفهن بالمنجيات للوطن من الهلاك.
وقال المهدي وهو يدشن حملته وسط هتافات :" لن نصادق غير الصادق" في دار الحزب بأم درمان، إن المهلكات تتمثل في استشراء الفساد، وغياب المساءلة القانونية، ومصادرة الحريات، وتحديات الاستفتاء، وحل قضية دارفور، والفصل التعسفي في الخدمة المدنية والنظامية، والتوتر الإقليمي والدولي، بجانب الفساد في الانتخابات.
وأشار إلى أن المنجيات تتركز في ضرورة تأسيس دولة الرعاية الاجتماعية بدلاً عن دولة الجباية المسلطة.
وأكد البشير أن خطوة ترشحه للرئاسة تعد الطلقة الأولى لإصلاح الوضع في السودان.
وشن هجوماً على من اسماهم العاجزين عن اختيار مرشح قومي بخلاف مرشحي القوى السياسية المعارضة لرئاسة الجمهورية.
وحذّر من استغلال المؤسسات القومية، مشيراً بذلك إلى الفرق الرياضية.
ومن جانبها، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن مشاركتها في الانتخابات بـ140 مرشحًا على المستويين القومي والولائي، في مقدمتهم ـ المراقب العام للجماعة، الدكتور الحبر يوسف نور الدائم، تحت شعار "من أجل الشريعة والوحدة والإصلاح".
وحتى تختتم الحملة الانتخابية في التاسع من ابريل/نيسان ستزداد يوما وراء الآخر حمى الانتخابات، وستعود تدريجيا أيام التنافس الحزبي الشهيرة والتي لم يتسن لجيل كامل أن يعيشها، قبل أن تجري الانتخابات الرئاسية والتشريعية والإقليمية من 11 إلى 13 ابريل/ نيسان المقبل .