قال السفير فيليب كارتر، مساعد رئيس القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا "أفريكوم"، إن هذه الأخيرة تأمل في تعميق علاقاتها أكثر مع أكثر مع الجزائر والاستفادة من خبرتها في مجال مكافحة الإرهاب.
وعقب لقاء خصه به وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة صرح السفير الأمريكي فيليب كارتر قائلا "تهدف زيارتي إلى الجزائر إلى تلقي النصائح وتبادل وجهات النظر حول القضايا الأمنية لاسيما مكافحة الإرهاب وكذا حول الوضع ببلدان مثل ليبيا ومنطقة الساحل".
وبخصوص مكافحة الإرهاب، أكد كارتر أنها تتطلب فضلا عن الجانب العسكري وضع حكامة صائبة وترقية ثقافة التسامح.
ويتواجد القائد العام للقوات الأمريكية بإفريقيا "أفريكوم"، الفريق ميخائيل كينغسلي، في موريتانيا أين التقى الرئيس محمد ولد عبد العزيز، في زيارة "تأتي في إطار مواصلة البلدين للشراكة طويلة الأمد من أجل تحسين قدرة الجيش الموريتاني"، حسب بيان أصدره كينغسلي.
وتعتبر قوات الأفريكوم، التي تأسست في عام 2007 قوات موحدة مقاتلة، تحت إدارة وزارة الدفاع الأمريكية، مسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية وعن العلاقات العسكرية مع الدول الإفريقية.
ولا يزال مقر القيادة الأمريكية لإفريقيا في شتوتغارت بألمانيا تمثل الهيئة التي تشرف على التحركات الأمريكية في القارة، وقد سعت واشنطن في مرحلة سابقة إلى نقل مقر الأفريكوم إلى إفريقيا غير أنها جوبهت برفض من قبل دول القارة، وكانت الجزائر على رأس الدول التي عبّرت عن معارضتها لهذا المشروع، غير أنها في مقابل ذلك عززت تعاونها مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، وهي الآن تركز على جانبين مهمين في هذه الشراكة وهما تبادل المعلومات وتقديم المساعدة التقنية وتحديدا التجهيزات الخاصة بمكافحة الإرهاب.
وكان خبراء أمنيون قد حذروا في أكثر من مرة من المناورات التي تقوم بها قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" في محاولة لإيجاد موطئ قدم في منطقة شمال إفريقيا عن طريق التخويف المبالغ فيه من الخطر الإرهابي الذي يحدق بهذه البلدان.
ويشير المحللون إلى أن تخوف الجزائر الأكبر يتصل برغبة واشنطن تجسيد مشروعها القديم المسمى قيادة القوات الأميركية في أفريقيا "الأفريكوم" والمقصود هنا هي القواعد الأمريكية الجديدة التي تنوي الإدارة الأميركية إنشاؤها في القارة الأفريقية في إطار ما تسميه "الحرب على الإرهاب"، ضمن مشروع يستهدف 53 دولة افريقية، وهو ما يصطدم برفض تام تبديه الجزائر لأي تواجد للمارينز أو أي قوات أجنبية فوق أراضيها أو في الصحراء الكبرى، مهما كانت المبررات.
وتسعى الجزائر للنأي عن التصور الأمريكي حيال الأمن في القارة وتعارض بشدة زرع قيادة الأفريكوم، لما له من تهديدات لأمنها القومي، وتفضل الجزائر آليات الأمن الجماعي للإتحاد الإفريقي، بدل خطوة موصوفة بكونها "محاولة للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للقارة".
ودأبت الجزائر على إبراز معارضتها المطلقة لمشروع "الأفريكوم" منذ بدء التسويق له من طرف واشنطن أوائل ربيع 2007، ومحاولة الطرف الأمريكي إسباغ بعد إنساني على المشروع، من خلال إدعاء رايان هنري مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون التخطيط والسياسات، أن مهام الأفريكوم ستشمل "أعمال الإنقاذ ونشاطات إنسانية"، خلافا لجزم دانيال برمبرغ الأستاذ في جامعة جورج تاون، بأن "الأفريكوم ليست حلاً سحرياً لمواجهة الإرهاب".
وتدرك واشنطن "جيدا" الدور الإقليمي الذي تقوم به الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، وتبعا لذلك تقوم بعمليات تنسيق متواصلة من أجل مواجهة المخاطر الأمنية المتصاعدة.
الشرووق