وجهت الأمم المتحدة، الاثنين، نداء لجمع 1,8 مليار دولار لمساعدة أكثر من 2,5 مليون شخص على حافة المجاعة في جنوب السودان، وسط توقعات باستمرار الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري إموس، إنها "شهدت بنفسها الدمار المستمر والمنتشر ومستوى المعاناة غير المعقول، بعد عودتها من زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى جنوب السودان". وقالت أيضا أمام مؤتمر المانحين الدوليين في العاصمة نيروبي: "نحتاج إلى وقف القتال واستعادة السلام". وأضافت: "لقد كان للنزاع تأثير مدمر على جنوب السودان، لكن إذا لم يحل السلام بسرعة، فسيكون للنزاع تأثير إقليمي كبير". وبعد سبع هدنات فاشلة، قالت الأمم المتحدة في نداء لجمع الأموال، إن "السيناريو الأرجح يتمثل في أن العنف سيتصاعد في موسم الجفاف عندما تصبح حركة الآليات العسكرية أكثر سهولة". وأشارت الأمم المتحدة إلى أنها تتوقع "ألا تنجح اتفاقيات السلام في وقف العداوات فورا وبفعالية"، مضيفة أن أكثر من نصف عدد السكان البالغ 12 مليون نسمة، يحتاجون إلى المساعدات". وتقوم الأمم المتحدة بحراسة نحو 100 ألف مدني محاصرين داخل معسكرات الأمم المتحدة المحاطة بالأسلاك الشائكة، لخشيتهم من التعرض للقتل عند الخروج منها. وأجبر نحو مليوني شخص على الخروج من منازلهم، كما فر نحو نصف مليون إلى دول مجاورة. وحدد الرئيس سلفا كير وزعيم المتمردين رياك مشار، الخامس من مارس مهلة نهائية للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي، إلا أنه تم في السابق تجاهل مهل نهائية أخرى، رغم التهديد بفرض عقوبات. وقالت إموس إن على "زعماء جنوب السودان أن يظهروا لشعبهم والعالم أنهم ملتزمون بالوصول إلى ذلك السلام". وردا على ذلك، أكد وزير خارجية جنوب السودان، بارنابا ماريال بنجامين، أن الحكومة "ملتزمة بالسعي لتحقيق السلام"، وأن الجولة التالية من محادثات السلام المتعثرة ستستأنف في 19 من فبراير. وقد رافق إموس في زيارتها إلى جنوب السودان الممثل الأميركي فوريست ويتيكر، الذي صرح بأنه التقى بالسكان المحليين الذين "شهدوا فظاعات لا يمكن تخيلها".
ليبيا المستقبل