قالت وكالة أسوشيتدبرس الأميركية إن السعودية تسلح القبائل الموالية لها في اليمن عبر حدودها الجنوبية، لدعمهم ضد الحوثيين، في وقت تجهز فيه مصر وحدة عسكرية للتدخل في مضيق باب المندب، فيما قال مسؤولون أمنيون إن هناك تنسيقاً بين البلدين ضد انصار الله في اليمن.
وأوضحت الوكالة أنه في حين هرب دبلوماسيون وموظفون غربيون من اليمن الأربعاء، زادت المخاوف إزاء الاضطرابات المتزايدة في البلد الفقيرة، وان المملكة السعودية تسلح رجال القبائل الموالية لها عبر حدودها الجنوبية، فيما مصر تجهز وحدة عسكرية للتدخل إذا اقتضى الأمر، كجزء من التدخل الخليجي في اليمن.
ونسبت الوكالة إلى مسؤولين يمنيين، طلبوا عدم كشف هويتهم، قولهم إنه "بينما يتقدم المقاتلون الحوثيون للسيطرة على المزيد من الأرض، كانت السعودية، الحليف القوي للولايات المتحدة، ترسل الأسلحة والأموال لرجال القبائل في محافظة مأرب، شمالي اليمن، لدعمهم ضد الحوثيين".
وخلال الأشهر الأخيرة أعربت السعودية مراراً عن قلقها إزاء استيلاء الحوثيين على السلطة، لكن المملكة، لا تزال شديدة التكتم، حيث لم تذكر شيئاً عن تسليح أو تمويل رجال القبائل (وهي التسمية التي يستخدمها الاعلام السعودي والخليجي للمجموعات السلفية وميليشيات مرتبطة بهذه الانظمة) هناك لمحاربة الحوثيين.
ووفق الوكالة، فان مأرب منطقة صحراوية غنية بالطاقة، تقع على الحدود مع السعودية، توجد فيها جماعات سلفية وقبلية مقربة للسعوديين منذ فترة طويلة، وهي موطن لعدد كبير من المسلحين من الفرع المحلي لتنظيم القاعدة الارهابي، العدو اللدود للحوثيين.
ونقلت الوكالة عن 3 مسؤولين أمنيين مصريين، طلبوا عدم ذكر هويتهم، قولهم إن مصر جهزت قوة تدخل سريع يمكنها التدخل، إذا هدد الحوثيون الممرات الملاحية في البحر الأحمر الاستراتيجي!.. لافتين إلى أن هذه القوة، تأتي من الجيش الثالث (الميداني)، الذي يدير العمليات الأمنية والاستخباراتية في البحر الأحمر من مقره في (محافظة) السويس، شرقي القاهرة.
ووفقا للوكالة "يقع اليمن على أحد جوانب (مضيق) باب المندب، المدخل الجنوبي الضيق للبحر الأحمر. ويصل الممر السواحل المصرية والسعودية بقناة السويس في مصر، وهو الطريق البحري الرئيسي لحركة النفط من منطقة الخليج (الفارسي)".
وأضاف المسؤولون المذكورون ان المصريين والسعوديين ينسقون للقيام بتدخل عسكري مشترك ضد الحوثيين بذريعة حرية الملاحة في باب المندب.
ويتواجد الألاف من القوات الخاصة المصرية مع نظرائهم السعوديين على حدود المملكة مع العراق كإجراء احترازي ضد المتشددين من جماعة الدولة الاسلامية المتطرفة.
وقالت الوكالة أيضا إنه "باعتبارهما أقوى دولتين "سنيتين" في المنطقة، فإن مصر والسعودية تنظران لصعود الحوثيين بانزعاج وتعتبرانه انتصارا جيوسياسيا جديدا لدولة إيران "غير العربية" بعد أن عززت نفوذها في العراق وسوريا ولبنان".
وأضافت: "الحوثيون ينفون أي صلة لهم بإيران، كما يصعب على وجه الدقة تحديد دور طهران في الأحداث الأخيرة، غير أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني ومسؤول كبير بوزارة الخارجية الإيرانية، أوضحا في تصريحات منفصلة، الأربعاء أن الجمهورية الإسلامية تنظر باستحسان للأحداث في اليمن".
العالم