عواصم - وكالات: ذكرت تقارير صحفية أن ليبيا تتجه لعدم دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية ، خالد مشعل ، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ، لحضور فعاليات القمة العربية الدورية المقرر عقدها بطرابلس في نهاية مارس/آذار القادم.
وكشفت مصادر عربية لصحيفة "الأخبار" اللبنانية عن أن التسريبات الخاصة بإمكان حضور مشعل ونجاد "باتت تهدّد حضوراً عربياً مميّزاً للجلسة الافتتاحية"، مشيرة إلى أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يسعى إلى إنجاح القمة التي ستنتقل رئاستها إليه من قطر.
لكنّ مصدراً دبلوماسياً ليبياً جزم بأن بلاده لا تنوي مطلقاً دعوة نجاد أو مشعل، لافتاً إلى أنّ الدعوات ستوجَّه فقط إلى رؤساء الدول العربية من دون استثناء. وأكّد أنه تقرر أيضاً عدم دعوة حماس، مع ترك أمر اختيار أعضاء الوفد الفلسطيني لعباس باعتباره رئيس السلطة.
كان مسؤول عربي كبير صرح في وقت سابق أن عمرو موسى أبلغ عددا من الدول العربية ان الجامعة قررت عدم دعوة ايران الى القمة العربية المرتقبة في ليبيا في الشهر المقبل وذلك للمرة الاولى منذ فترة طويلة.
واشار المسؤول، في حديث مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الى ان موسى أرجع قرار عدم دعوة ايران إلى توتر العلاقات بين ايران وعدد من الدول العربية بسبب تدخلات السلطات في طهران في الامور الداخلية العربية واتهام ايران بالعبث في أمن عدد من الدول العربية.
ونوه الى ان موسى ابلغ ليبيا بهذا القرار الذي تدعمه بشدة مصر والسعودية والاردن علما بأن ايران تحضر القمم العربية بصفة مراقب.
وذكر المصدر انه تقرر ايضا عدم دعوة حماس الى القمة وان الوفد الفلسطيني يتشكل بحسب ما يرتأيه الرئيس محمود عباس باعتباره رئيس دولة فلسطين، علما بأن الحركة لم تدع ابدا الى القمم العربية وكانت مشاركتها الوحيدة في القمة التي عقدت في الرياض من خلال تمثيل اسماعيل هنية الذي كان رئيسا للوزراء انذاك وبهذه الصفة تمت دعوته.
وكانت مصادر فلسطينية ذكرت في وقت سابق أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرر مقاطعة القمة في حال حضور مشعل، كذلك تتشدّد دول خليجية عدة، تدعمها مصر، في رفض دعوة نجاد لحضور القمة.
اضافت المصادر أن السلطة الفلسطينية تمتلك معلومات عن محاولة ليبية تدعمها سوريا لدعوة مشعل إلى حضور القمة، ومن خلالها يتم جمعه مع عباس ويتم التوقيع على ورقة المصالحة المصرية التي هي في الأصل موضع خلاف بين حماس والقاهرة.
وكان عباس قد تلقى دعوة رسمية من الزعيم الليبي معمر القذافي لزيارة طرابلس من أجل نقاش موضوع المصالحة مع حركة حماس قبل القمة العربية الدورية القادمة، ولكن السلطة تذرعت بتضارب المواعيد لرفض الزيارة.
وقالت المصادر إن السلطة الفلسطينية تعول على دور روسي في إقناع حركة حماس بالتوقيع على ورقة المصالحة المصرية دون فتحها أو التعديل عليها، وإن عباس طلب ذلك من وزير الخارجية الروسي الذي التقى به قبل أسبوعين ووعده الأخير بالحديث في الموضوع مع مشعل الذي التقى به بعد ذلك.
تجدر الإشارة إلى أنه لم يسبق أن دُعيَت حركة المقاومة الإسلامية إلى أيّ من القمم الـ21 السابقة. وسُجّلَت مشاركتها الوحيدة في قمة الرياض، من خلال تمثيل رئيس الوزراء آنذاك إسماعيل هنية.
في سياق متصل، يعتزم أبو مازن زيارة العاصمة الليبية، الأسبوع المقبل، لإجراء مشاورات مع القيادة الليبية بشأن الاستعدادات الخاصة بعقد القمة، إلى جانب بحث آخر تطورات القضية الفلسطينية وموضوع المصالحة.
ورغم نفي مصادر رسمية في السلطة أن تكون لزيارة أبو مازن علاقة بما ذكرته تقارير عن رفضه المشاركة في القمة في حال دعوة مشعل، فإن عضو المكتب السياسي للحركة، محمد نزال، كشف عن أن القيادة الليبية شرعت في وساطة بين فتح وحماس لتجسيد المصالحة قبل حلول موعد قمة طرابلس.
فرصة القذافي
ويرى مراقبون أن القمة العربية المقبلة في طرابلس تمثل حدثاً غير مسبوق بالنسبة للزعيم الليبي، كونها المرة الأولى التي ستُعقد فيها القمة في بلاده التي يتولى فيها السلطة منذ نحو أربعين عاماً.
وهذا يعني ان القذافي فرصة تاريخية لإعادة لم الشمل العربي وخلق مناخ من الوئام بين الدول التي تشهد علاقاتها ببعضها فتوراً او جفاء ، وعلى وجه الخصوص بين مصر وسورية ، ومصر وقطر ، وبين الفلسطينيين انفسهم ، وبين العراق وسورية ، وبين المغرب والجزائر.
ولكي تلعب طرابلس هذا الدور، يجب ان تحل ليبيا خلافاتها مع الدول العربية قبل ان تلعب دور الوسيط وإلا فإن القمة محكوم عليها سلفاً بالفشل ولن تكون إلا مناسبة لإلتقاط الصور للزعماء الذين سيشاركون دون التوصل الى الأتفاق على قرارات مصيرية تتوافق مع حجم التحديات الراهنة التي يواجهها العالم العربي اليوم والمتمثلة بفشل مشروع السلام ، والتعنت الإسرائيلي ، والأوضاع الأمنية المتفاقمة في العراق واليمن ، واحتمال تقسيم السودان ، والملف النووي الإيراني ، وتداعيات الأزمات المالية والإقتصادية العالمية وإنعكاساتها السلبية على العرب.
ويعتقد المراقبون أن العلاقات الفاترة بين بعض الدول العربية قد تدفع بزعماء الى عدم المشاركة شخصياً مما يعني ان القمة ستكون مناسبة للتمديد للخلافات العربية وهذا الأمر سيخدم كثيراً الإستراتيجية الإسرائيلية التي ستواصل سياسة تهويد القدس وقضم الأراضي الفلسطينية وإبداء المزيد من التشدد من أي مشروع سلام في الشرق الأوسط .