الوصول إلى الغرفة الرئيسية للعمليات في الجهة الشرقية ليس بالأمر الصعب فقط، بل يكاد يكون شبه مستحيل، لأنها تعتبر اليوم الخلية رقم واحد في ليبيا التي تسيّر كل الجبهات غربا وجنوبا وحتى في الوسط، في نفس الغرفة طبعا دون ذكر المكان.
التقينا مع اللواء خليفة حفتر وأخذنا منه الإذن للحديث مع اللواء صقر الجروشي رئيس أركان القوات الجوية الليبية، والذي يعتبر اليوم الذراع الأيمن والأقرب إلى اللواء، كان الرجل صريحا معنا وتحدث عن كل ما يتعلق بخصوصية جهازه حتى أدقّ التفاصيل ولم يمانع في الكشف عن صفقات سرية لاستيراد طائرات مقاتلة في القريب العاجل وحتى جلب القناصات وضرب معاقل المسلحين ومخازن السلاح في العديد من المناطق.
من هو اللواء صقر الجروشي؟
اللواء طيار ركن صقر الجروشي رئيس أركان القوات الجوية الليبية هو من ضمن الطيران المقاتل في ليبيا خريج مصر للطيران المقاتلة كنت آمرا لقاعدة جمال عبد الناصر الجوية التي هي طبرق حاليا، كنت آمرا لها لأكثر من 33 سنة، بعد انطلاق ثورة الـ17 فبراير شاركت فيها وبعد سلسلة من المجهودات عيّنت رئيسا للقوات الجوية في سنة 2012 ولكن الإخوان المسلمين لا يرغبون في أن يكون لدينا جيشٌ أو قوات جوية متمكنة، لهذا أرادوا أن يبعدوني عن منصبي مرتين وطعنوا في شرعيتي مرتين، المرة الأولى طعنتُ في القرار وتحصلت على البراءة ولكن المرة الثانية كانت ضربتهم قوية وأبعدتُ بعدها عن القوات الجوية وكنت في تلك المرحلة أشاهد تردد اللواء حليفة حفتر على طرابلس ورأيت فيه الشخص المناسب لقيادة ليبيا إلى المرحلة القادمة زيادة على أني أعرفه منذ أكثر من 40 سنة لأنني عملت معه من قبل في المنطقة الشرقية لما كنت آمرا هناك.
كيف كان انضمامكم إلى عملية الكرامة؟
في تلك المرحلة لم نكن نفكر بعد في عملية الكرامة، لكن بعد أن أبعد الإخوان كل الضباط المهمين في الجيش وبدأت عمليات الاغتيالات والذبح للجنود خاصة في المنطقة الشرقية ولقوات الصاعقة أيضا الذين ذبح منهم أكثر من 500 ضابط وهي سابقة في تاريخ ليبيا، ورأينا خطف وقتل المحامين والقضاة والإعلاميين وغيرها من الأمور التي عرفنا بعدها أن قطار ثورة الـ17 فبراير انحرف عن مساره، لهذا قررنا أنا واللواء حفتر الانتقال إلى المنطقة الشرقية وبدأنا مرحلة الحديث مع شيوخ القبائل والعقلاء والقواعد العسكرية وكل منتسبي الجيش النظاميين وهكذا بدأ تفويض اللواء حفتر لقيادة عملية الكرامة التي تحصلت على تأييد كامل هنا في المنطقة الشرقية وحتى داخل المدن الليبية ومنها طرابلس وغيرها، وسوف تنتهي مهامنا بمجرد انتهاء العملية التي نقوم بها لأننا نعمل تحت الشرعية وباسم الجيش والنظام.
ماذا عن السلاح الجوي؟
بالحديث عن السلاح الجوي فقد التفّ معي طيارون أحرار من قواعد عسكرية عديدة، منها قاعدة بنينة وقاعدة طبرق وفي تلك المرحلة كنا نملك أربع طائرات عسكرية فقط ولم يكن الطيارون قادرين على ممارسة مهامهم خوفا من الذبح، ولا ندري لماذا عملية الذبح التي يقوم بها هؤلاء ضد العسكر الذين باتوا كالخرفان بالنسبة لهم، كما أن مجموعة الإخوان والإرهابيين يقومون بعملية خطف كبار المسئولين والأثرياء مقابل فدية كبيرة لشراء السلاح بعدها، ولدينا مصادر رسمية أن وراءهم العديد من الدول التي تدعمهم منها تركيا وقطر ودخول الأسلحة من ميناء ومطار مصراته خير دليل، زيادة على منطقة درنة التي أصبحت إمارة للقاعدة التابعة لبن لادن وحتى هذه المنطقة اليوم تدخل ما تشاء من أسلحة ونحن نعاني فعلا منها واستطعنا التقليل بشكل بسيط منها عن طريق عمليات الضرب بالطيران التي نقوم بها ولا نخفي أن سلاح الطيران اليوم بات هو اليد الضاربة والقوية في هذه المعركة.
هل أنتم انقلابيون كما يصفكم البعض؟
نعم قيل إننا انقلابيون، لكننا عندما بدأنا عمليتنا قصدنا القوارشة وسيدي فرج وغيرها من المناطق التي أعلنت التأييد ولم نذهب كما هؤلاء إلى البنوك والإذاعات لإعلان حكومتنا، نحن كبار في السن وسنعيد للشعب الليبي كرامته بإذن الله كما وعدناه، لأن بلادنا منهوبة ولولا عملية الكرامة لما كان هنالك مجلس نواب، هي فعلا عملية جراحية صعبة يجب على الشعب أن يتحملها قليلا لأن هنالك من نزح وهنالك من فرّ، وهنالك من هو معنا ومن ترك من الداخل خاصة منطقة بنغازي التي انتفض شبابها الذين اعتبرهم بمثابة كتيبتين من الصاعقة بعد أن أغلقوا الشوارع وسلمنا لهم السلاح والذخيرة، وما تبقى اليوم في المنطقة الشرقية هي منطقة الصابري المتأخرة قليلا والتي سيكون فيها دمارٌ قريبا. والمشكلة أن هؤلاء متفوقون من ناحية القناصين، خاصة شخص اسمه خالد الشريف وهو مجرم حرب كان في أفغانستان آمراً لكتيبة الفاروق وحتى نفس الكتيبة موجودة في سوريا واليوم هي موجودة في ليبيا، أيضا للأسف نفس الرجل أدخل حوالي 10 آلاف لغم لتفخيخ السيارات وحوالي ألف قناصة أيضا، وتخيلوا أننا في شهرين فقط فقدنا 300 شهيد جراء هذه القناصات .
وقد بدأ طيراننا بضرب مواقعهم في مناطق القنفود والهواري والقوارشة وأيضا في درنة وفي منطقة أجدابيا أيضا وسنبقى نلاحقهم حتى نخلص بلادنا منهم، نحن نقاتل اليوم نيابة عن الشعب والعالم الذي لا يدري ما الموجود اليوم حقيقة في ليبيا من عملية سرية تجري لتكون البلد بيت مال للتكفيريين في العالم، يريدون أن تكون ليبيا الممول الرئيسي لكل حركاتهم، وحاليا عندما رأوا أن بنغازي سوف تسقط فتحوا باب الجهاد لكل داعش إلى هنا في الجهة الشرقية، لأنهم يعرفون أنه إذا سقطت الجهة الشرقية سوف يسقط هؤلاء في العديد من دول العالم، ومقبرتهم سوف تكون على ضفاف منطقة بنغازي، لهذا اليوم قاعدة بنينة الجوية العسكرية أصبحت جبهة كبيرة والحمد لله كل القبائل الموجودة هناك منهم العواقير والبراغثة وغيرهم معنا وقدّموا شهداء بأرقام كبيرة أكثر من 300 شهيد على المستوى المدني.
هل صديق الأمس هو عدو اليوم؟
نعم، فلقد استغربنا أن نفس من قاتلوا معنا أيام الثورة ضد القذافي هم اليوم من التكفيريين والقاعدة وأنصار الشريعة، لكنهم فيما بعد دخلوا في صفوف الدولة وأخذوا مناصب السفراء والملحقات العسكرية وحتى الوزارات وغيرها من المناصب المهمة في الدولة مثل الداخلية والخارجية والدفاع ونهبوا أموال الدولة والشعب، تخيلوا أن كل المناطق التي ندخلها في المنطقة الشرقية فيها علم داعش ولم تحرك الحكومة السابقة من قبل أي ساكن اتجاه هذا الموضوع، حتى الأشخاص الذين دخلوا ليبيا بعد الثورة وكانوا من المعارضين السابقين للقذافي اكتشفنا بعدها أنهم ينفذون أجندة أجنبية تابعة للإخوان، وأغلب هؤلاء سرق الدولة وفرّ .
لكننا بإذن الله سوف نعيدهم إلى ليبيا ونحاكمهم أمام الشعب بالطرق القانونية، ونعيد أننا كحاملي لواء معركة الكرامة سننتهي بمجرد انتهاء معركتنا الحاسمة ضد القاعدة وكل الإخوانيين هنا وسوف نبقى في حماية البرلمان ونسعى إلى بناء جيش جديد بوجوه جديدة إن شاء الله، وسنحافظ على نفطنا وعلى علاقتنا بالدول، الأمر ليس سهلا ستكون هنالك اغتيالات بيننا، هذا أكيد وتصفيات وفقدان لأعدادٍ كبيرة من الأنفس، لكن الدرب الطويل والمهمة الصعبة تستحق ذلك للوصول إلى الهدف، لدينا الآن مجموعة من المعطيات عن مخازن الأسلحة الخاصة بهم ولدينا طائرات بعيدة المدى ستقوم الأيام القليلة المقبلة بضربها.
ماذا عنك وعن باقي الطيارين؟
لقد فقدتُ حريتي ولا أمشي إلا بحراسة مشددة، ولكن حريتي في سبيل الهدف لا تساوي شيئا طبعا، وأنا شخصيا بدأت في استقبال طيارين يأتون من مختلف المناطق للانضمام إلينا، نقوم فقط بعملية إعادة التأهيل وبعدها إدخالهم إلى المعركة، أما مهندسو وفنيو الطائرات فقد بدؤوا يزودوننا بطائرات قتالية أخرى بمجهوداتهم الذاتية، وعن طريق البحث عن قطع الغيار في الداخل والخارج، ولا نخفي عنكم أننا بصدد استيراد طائرات وقطع غيار منها طائرات النقل والطائرات المقاتلة للقضاء على هؤلاء التكفيريين.
هل لكم أن تطلعونا عن إمكانات السلاح الجوي اليوم في ليبيا؟
السلاح الجوي الموجود لدينا قوي وكل يوم يزداد، حاليا لدينا عدد طائرات السلاح الجوي هي سربان من الطائرات المقاتلة الميغ الـ21 والـ23 القوية الروسية الصنع، وسربٌ من الطائرات العمودية والسرب معروفة أرقامه 12 طائرة واثنان احتياط، هي معلومات عسكرية لا يمكن البوح بها، لكن للشفافية لا مشكلة في أن نطلعكم عليها، وقد كانت لدينا طائرات تحتاج إلى صيانة وإصلاح وهو ما نقوم به حاليا لهذا الرقم مرجّح للارتفاع، حتى إذا ما طلبت أي غرفة عمليات أي ضربة جوية نكون مستعدّين لها، خاصة في المنطقة الغربية التي نسعى في المرحلة القادمة إلى تعزيزها وضرب أي موقع هناك وهو عن طريق الطائرات البعيدة المدى، حتى الطيارون يزدادون عددا لدينا خاصة من تركوا الخدمة أيام القذافي عادوا اليوم وهم في صفوفنا. قواتنا البرية متقدمة جدا وقد تمكنا من الحصول على أسلحة نوعية منها ضد الدروع والدبابات والخزانات والخرسانات وغيرها من الأسلحة المتطورة المتوفرة لدينا والتي ستحسم وتنهي المعركة في الجهة الشرقية في القريب بإذن الله، ما سيجعلنا ننقل المعركة الحاسمة إلى باقي المناطق الأخرى، وحتى القناصات ستكون متوفرة لدينا وهو ما قام بجلبه اللواء حفتر لإنهاء مشكلة القناصات من الجهة الأخرى، وحتى الصواريخ المتطورة التي ستكون ضد الخزانات التي يخزنون بداخلها أسلحتهم باتت متوفرة لدينا لهذا معركة الحسم بالسلاح باتت قريبة ونهاية التكفيريين في العالم ستكون في ليبيا بإذن الله.
الشروق