ليبيا

تبنى الفرع الليبي لتنظيم داعش الذي يطلق على نفسه تسمية "ولاية برقة" الهجمات التي هزت في وقت متزامن الجمعة مدينة القبة شرق ليبيا وراح ضحيتها 40 شخصا على الأقل بينما جرح أكثر من 40 آخرين بحسب حصيلة رسمية.


واكدت حسابات على صلة بالتنظيم على تويتر إن "فارسين من فوارس الخلافة قاما بتنفيذ عمليتين استشهاديتين بسيارتين مفخختين استهفدتا غرفة عمليات الطاغوت حفتر في المنطقة الشرقية والجبل الأخضر في منطقة القبة". وأضافت تلك الحسابات التي بثت صورا لمنفذي الهجومين ولحظة الانفجار أن الانتحاريين "قتلوا وجرحوا العشرات ثأرا لدماء أهلنا المسلمين في مدينة درنة وانتقاما من حكومة طبرق المتآمرة على قتلهم ورسالة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على جند الخلافة وعامة المسلمين".

وفيما نشرت صورا لأشخاص مسلحين ملثمين قالت إن "منفذ العملية الأولى يدعى أبو عبدالله الجزراوي، ومنفذ العملية الثانية يدعى بتار الليبي". ولم يذكر التنظيم التفجير الثالث في محطة توزيع الوقود في مدينة القبة حيث معظم الضحايا من المدنيين في هذه المنطقة الواقعة شرق ليبيا الغارقة في الفوضى والعنف منذ الاطاحة بالنظام السابق العام 2011.

في حصيلة رسمية اولى، اكد احمد سعد العليقي المتحدث باسم وزارة الصحة "وصول 40 قتيلا و41 جريحا الى مختلف المستشفيات في مناطق شرق ليبيا جراء العمليات الارهابية التي استهدف مدينة القبة" لافتا إلى أن "نحو سبعة أشخاص من الجرحى في حالة حرجة".

واعلنت الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني إن بين القتلى 6 مصريين، في الوقت الذي أدانت فيه "بأشد العبارات العمليات الإرهابية" معلنة الحداد على أرواح الضحايا 7 أيام. وأكدت الحكومة في بيانها أن الجيش "سيرد بكل قوة مكثفا عملياته العسكرية ضد أوكار داعش في ليبيا". كما أكدت أن من "يدعم الارهاب بالصمت والتستر على وجوده اليوم سيصرخ غدا عندما يكتوي بنار هذه الأفة العالمية التي لا دين لها ولا وطن".

وشددت الحكومة على ضرورة رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي من قبل مجلس الأمن، مكررة مطالبتها للمجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته الإخلاقية والسياسية، وخصوصا "الدول التي دعمت الارهاب بصمتها".

وقالت مصادر عسكرية إن سلاح الجو الليبي نفذ ضربات جوية على مواقع لمتطرفين في سرت ودرنة وبن جواد دون ذكر تفاصيل الغارات، فيما أعلنت مصادر حكومية بدء نقل الجرحى للعلاج في مصر والإمارات.

من جهتها، شجبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشدة التفجيرات قائلة إنها أعمال "جبانة ومرفوضة".

وكان مسؤول أمني في منطقة الجبل الأخضر قال في وقت سابق أن " ثلاثة انفجارات متزامنة بسيارات مفخخة ربما يقودها انتحاريون استهدفت صباح الجمعة مديرية أمن مدينة القبة (30 كلم غرب درنة) ومحطة توزيع للوقود إضافة إلى منزل رئيس البرلمان المعترف به دوليا عقيلة صالح عيسى".

وقال شهود إن "الانفجارات كانت متزامنة وكان دويها عاليا جدا وسمع في مختلف أرجاء المدينة" الصغيرة التي تبعد نحو 50 كلم شرق مدينة البيضاء حيث المقر المؤقت للحكومة الليبية المعترف بها دوليا. وقال مسعفون أن "عدد الضحايا الأكبر كان في محطة توزيع الوقود في المدينة ومعظمهم من المدنيين الذين قدموا للتزود بالوقود من هذه المحطة المزدحمة التي شح عنها الوقود خلال الايام الماضية ما تسبب في هذا الازدحام". مؤكدين نجاة رئيس البرلمان من الحادثة كونه لم يكن متواجدا في المنزل.

وتأتي التفجيرات بعد أيام قليلة من الغارات المشتركة التي نفذها سلاحا الجو الليبي والمصري على أهداف لمتشددين في مدينة درنة انتقاما لمقتل 21 قبطيا تم ذبحهم على يد الفرع الليبي لتنظيم داعش في مدينة سرت وسط ليبيا.

وجميع سكان هذه المدينة من قبيلة العبيدات التي ينتمي إليها رئيس البرلمان الليبي وعبدالفتاح يونس رئيس أركان الجيش الذي قاد الحرب على نظام معمر القذافي وقتل على أيدي متطرفين في العام 2011 قبل انتهاء الثورة المسلحة بثلاثة أشهر.

ويحاصر الجيش وقوات اللواء خليفة حفتر إضافة إلى مدنيين مسلحين منذ أشهر جميع مداخل ومخارج درنة التي تعلن ولاءها صراحة إلى تنظيم داعش وزعيمها أبوبكر البغدادي، فضلا عن كونها المعقل الأبرز للجماعات المتشددة.
وهذه العمليات هي الأولى من نوعها التي تستهدف تجمعات مدنية ليس لها علاقة بالمؤسسات العسكرية وتعد تطورا لافتا في مسلسل العنف الذي يسود البلد.

وحمل رئيس الهيئة العامة للإعلام والثقافة في حكومة الثني عمر القويري "التنظيمات الإرهابية" مسؤولية التفجيرات. وقال إن "هذه التفجيرات ليست مفاجئة ولا مستغربة من تنظيمات إرهابية ممنهجة وسلوكها العنف والذبح والقتل والسبي في زمان صار فيه حتى للحيوانات حقوق وقوانين تحميها".

وأضاف القويري إن "المستغرب هو الصمت العربي والدولي والبعض يحارب الإرهاب في دولة ويدعمه في أخرى، والأغرب منه هو ما نراه ونسمعه من مناكفات سياسية بين الكتل والأحزاب والقيادات في ليبيا رغم أن الخطر يداهمهم جميعا والسهام متجهة إليهم والسيارات المفخخة سوف تطالهم جميعا وتصل إليهم دون تفريق".

وقال سكان في بنغازي ان تظاهرات سارت مساء الجمعة تندد بالإرهاب وتدعو المجتمع الدولي رفع الحظر على تسليح الجيش الليبي، واضافت المصادر ان "عددا من المتظاهرين أحرق اعلام قطر وتركيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة تعبيرا عن السخط من الموقف الممانع لهذه الدول من تسليح الجيش الليبي".

وتعاني ليبيا من تدهور مستمر للوضع الامني منذ الاطاحة بالقذافي بمساعدة عسكرية من حلف شمال الاطلسي، ما ادى الى دعوات تطلب رفع الحظر على السلاح لعل ذلك يساعد الحكومة المعترف بها دوليا على استعادة بعض السيطرة. وينتشر السلاح بشكل فوضوي في ليبيا حيث تتقاتل ميليشيات عدة للسيطرة على المدن المهمة وحقول النفط، ولا يقتصر الامر على الفوضى الميدانية.

فعلى الصعيد السياسي يوجد في ليبيا حكومتان الاولى مقرها طبرق ومعترف بها دوليا والثانية يسيطر عليها تحالف ميليشيات تحت اسم "فجر ليبيا".
المنار


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 9:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 5:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 5:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 9:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 9:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 9:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 4:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 4:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 10:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 10:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 7:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 3:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 8:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 6:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 7:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 10:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 5:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 5:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 4:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 4:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 7:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 9:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 9:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 9:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 10:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 10:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 10:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 9:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 6:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 6:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو