أكدت السفيرة الأمريكية بالجزائر، جوان بولاشيك، أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد المقاربة الجزائرية في حل الأزمات التي تعاني منها منطقة الساحل الإفريقي، لاسيما الليبية والمالية، والمتمثلة في تغليب الحوار والحل السياسي.
وأوضحت بولاشيك في ندوة حول السياسة الإفريقية للولايات المتحدة الأمريكية نظمت بالعاصمة أن "القدرات التي تملكها الجزائر تخولها لعب دور ريادي في منظمة الاتحاد الإفريقي وكذا المساهمة في إيجاد الحلول السلمية في كل من ليبيا ومالي".
وبالنسبة للأزمة الليبية أكدت السفيرة الأمريكية أن "الإدارة الأمريكية تساند المقاربة الجزائرية لتجاوز الأزمة في ليبيا التي تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي"، وجددت ممثلة الدبلوماسية الأمريكية في الندوة موقف الولايات المتحدة التي "أكدت مرارا أنه لا حل عسكري في ليبيا"، مبرزة أن الولايات المتحدة "لازالت تؤمن بأن أفضل الطرق لحل هذه الأزمة هي مواصلة العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة ومواصلة مسار المفاوضات"، مشيرة إلى أنه سيتم عقد لقاءات عديدة مستقبلا في المنطقة للخروج بمقاربة لحل الأزمة في هذا البلد.
وأطرت السفيرة الأمريكية على الجهود التي بذلتها الجزائر في مجال بحث حل للأزمة، وقالت إنها باتت "تلعب دورا كبيرا في المنطقة ومع جيرانها ويمكنها أن تضاعف من جهودها بالنظر إلى تجربتها الطويلة في مكافحة الإرهاب".
أما عن قضية الساحل والأزمة المالية فقد نوهت المتحدثة بالجهود الجزائرية في حل الأزمة المالية والتي توجت مؤخرا بالتوقيع على اتفاق لوقف النار من قبل الأطراف المالية الثلاثة؛ وهي التنسيقية والأرضية وحكومة مالي إلى جانب الوساطة الدولية التي تقودها الجزائر.
كما ذكرت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد ركز مؤخرا في اجتماع نُظم الأسبوع الماضي حول الإرهاب في واشنطن أن "محاربة هذه الآفة لا بد أن تركز على القضاء الجذري على الأسباب من خلال حل شامل" مثمنة مشاركة الجزائر في هذا الملتقى بالنظر إلى تجربتها الكبيرة في محاربة الإرهاب و"دورها الفعال في منطقة شمال إفريقيا".
وأكدت أن الولايات المتحدة تسهر على تقديم الدعم للدول المتضررة من هذه الآفة كما شددت على الدعم الأمريكي للمسار السياسي في نيجيريا المقبلة على انتخابات رئاسية داعية "السلطات إلى السهر على أن يتم في إطار الديمقراطية والشفافية".
وفيما يخص مسألة الصحراء الغربية أكدت بولاشيك أن "موقف الإدارة الأمريكية لم يتغير حول المسألة الصحراوية وأنها لا زالت تدعم جهود الأمم المتحدة في المنطقة من أجل الوصول إلى حل سلمي ودائم ومقبول من كلا الطرفين".
وجددت بالمناسبة دعم الولايات المتحدة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحراء الغربية كريستوفر روس، والممثلة الخاصة للامين العام الأممي في الصحراء الغربية، كيم بولديك، وبعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو). وأعربت السفيرة الأمريكية عن "تأكدها من أن "الزيارة التي يقوم بها كريستوفر روس، إلى الجزائر منذ الأربعاء الماضي من شأنها أن تكون مثمرة في إطار مسار بحث حل للقضية".
وعن العلاقات الأمريكية - الجزائرية أكدت بولاشيك أنها عرفت تطورا في العديد من المجالات، مؤكدة أن واشنطن تأمل في "توسيع وتعميق تعاونها مع الجزائر لاسيما على الصعيد الاقتصادي من خلال تنويع مصادرها الاقتصادية وتنمية الاستثمار وتقديم خبراتها".
الشروق