أوردت مصادر رسمية أن 36 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 80 آخرين بجروح متفاوتة في انهيار مئذنة مسجد تعود إلى أربعة قرون في المدينة العتيقة بمكناس وسط المغرب. ولم توضح أسباب الحادث رسميا، وقيل إن الأمطار والعواصف التي اجتاحت المنطقة كانت وراءه.
وقد نقلت حالات الإصابات الخفيفة إلى مستشفيات مكناس، في حين نقلت الحالات الخطيرة إلى مدينة فاس القريبة لتلقي العلاج بمركزها الطبي.
وقال رئيس المركز المغربي للحقوق والحريات صبري الحو في مقابلة مع الجزيرة إن عمليات الإنقاذ ما تزال متواصلة حتى الساعة، ورجح أن يرتفع عدد القتلى، خاصة أن الأطباء يتحدثون عن خطورة حالات بعض الجرحى.
وقال الحو إن السلطات تتدافع المسؤولية عن الحادث، وإن وزارة الأوقاف هي التي تبدو متورطة، وعزا ذلك إلى عدم ترميم المباني القديمة التي أصبحت جزءا من التراث.
سيول وأمطار
من جهة أخرى عزا خالد فتحي عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال الحاكم المسؤولية إلى السيول والأمطار وما سماه غضب الطبيعة الذي لا يمكن أن يدفعه أحد، وقال للجزيرة إن المجالس البلدية هي المسؤولة عن ترميم المباني العتيقة، ونبه إلى أن بعضها ليس من الحزب الحاكم.
وقد وقع الحادث الذي لم توضح أسبابه رسميا عندما كان حوالي 300 مصل مجتمعين بالمسجد، بعد الانتهاء من خطبة الجمعة وقيام المصلين لإقامة الصلاة.
وقد تداعت منارة مسجد لال خناثة بنت بكار مع جزء من سقف المسجد بسبب الأمطار الغزيرة والعواصف التي عمت منطقة مكناس في الأيام الأخيرة، كما ذكر بعض سكان مكناس لوكالة الأنباء الفرنسية.
وكان المستشار بالمجلس البلدي في مكناس عبد الصمد الإدريسي قد قال للجزيرة إن المسجد يعود بناؤه إلى القرن الـ16 وهو من المساجد القديمة في المدينة، وأشار لدى سؤاله عما إذا كان سبب الانهيار هو إهمال الصيانة إلى أنه لا يمكن الحديث عن المسؤوليات الآن.
وقد زار كل من وزير الداخلية والأوقاف مكان الحادث للإشراف على عمليات الإنقاذ، وشكلت خلية للمتابعة النفسية للمصابين. كما أمر ملك المغرب محمد السادس الحكومة بإعادة بناء المسجد في أسرع وقت ممكن والمحافظة على معماره الأصلي.