قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده لن تتخلى عن أشقائها في الخليج، وستقوم بحمايتهم إذا تطلب الأمر.
وأوضح السيسي، في تصريحات للصحفيين، عقب اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة (يضم كبار قادة الجيش)، إن “مصر لن تتخلى عن أشقائها في الخليج وسنقوم بحمايتهم إذا تتطلب الأمر ذلك”.
وأضاف: “مصر تعمل على التحرك فى إطار سياسي يٌجنب الجميع الخسائر”.
وأشار السيسي إلى أن “الأمن القومي العربي لن يٌحمى إلا بالدول العربية مجتمعة”، مضيفا: “مضيق باب المندب قضية أمن قومي مصري وعربي”.
والتأثير على الملاحة في “باب المندب” يلحق الضرر بالملاحة في مجرى قناة السويس العالمي، حيث اكتسب المضيق، الممر المائي الواصل بين البحر الأحمر وخليج عدن ومن ثم المحيط الهندي، أهميته بعد حفر قناة السويس العالمية التي تعتبر أقصر طريق ملاحي في العالم بين الشمال والجنوب.
ويمر عبر القناة نحو 12% من حجم التجارة العالمية، مما شكل أهمية حيوية لمضيق باب المندب باعتباره المدخل الجنوبي للقناة.
وأضاف السيسي: “لا يليق الحديث عن أننا نقف بجوارهم لأنهم وقفوا بجوارنا، فنحن نقف بجانبهم حتى وإن لم تتح لهم الفرصة لهم بالوقوف بجانبنا”.
وتابع: “عندما قلت في اجتماع القمة العربية (الأسبوع الماضي) تحيا الأمة العربية، لم يكن كلاما فقط، وإنما فعل”.
وأضاف السيسي، بلهجة جادة ومن خلفة قادة الجيش والأفرع الرئيسية: “نحن أمة في خطر، ستدافع عن نفسها، وستستعيد مكانتها”.
وأشار إلى أن “هناك لقاءات متتالية مع مجلس الدفاع الوطني ومجلس الوزراء لبحث الأمور، لأن الأمور عندنا تدرس بدقة”، مضيفا: “الأمور تخضع لتقديرات كبيرة وحسابات دقيقة، وليس لنا مصلحة إلا باستقرار كل الدول العربية”.
وحول الأوضاع الداخلية، قال السيسي إن “الأوضاع الراهنة تتحسن يوما بعد يوم”.
وقال بيان للقوات المسلحة (الجيش)، عقب الاجتماع، إن السيسي ترأس اليوم، اجتماعا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، استعرض فيه آخر المستجدات على صعيد تطور الأوضاع الأمنية في سيناء، واستمع فيه السيسي إلى الإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة من أجل استعادة الأمن والاستقرار فيها.
وأشاد السيسي، خلال الاجتماع، بحسب البيان، بجهود القوات المسلحة في التصدي للعمليات الإرهابية والإجرامية في كافة ربوع مصر بالتعاون مع أشقائهم من جهاز الشرطة المصرية، وما يبذلونه من تضحيات فداءً للوطن وتحقيقاً لأمن الشعب المصري.
وأضاف: “أي أحداث إرهابية أو إجرامية لن تثني رجال مصر الأوفياء وأبناءها الشرفاء من القوات المسلحة والشرطة عن مواصلة جهودهم لتأمين الوطن في الداخل والخارج، وتحقيق المزيد من تحسن الأوضاع والسيطرة الأمنية في سيناء”.
كما استعرض المجلس بحسب بيان الجيش، عدداً من الملفات الإقليمية، والتي جاء في مقدمتها سبل تعزيز الأمن على الحدود الغربية لمصر، وكذا تطورات العمليات العسكرية ومجمل الأوضاع في اليمن.
وأشار السيسي في هذا الصدد إلى أن أمن الخليج “خط أحمر، وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري”.
وأوضح أن ثمة “اختلاف في السياق التاريخي والمعطيات التي تحيط بانخراط مصر في استعادة أمن واستقرار اليمن حالياً مقارنة بما سبق من تجربة مصرية في ستينيات القرن الماضي”، مؤكداً أن تأمين الملاحة في البحر الأحمر وحماية مضيق باب المندب تُعد أولوية قصوى من أولويات الأمن القومي المصري.
وشاركت مصر في ستينات القرن الماضي، في حرب باليمن، لدعم ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962، ضد حكم الإمامة، (المملكة المتوكلية اليمنية)، وشهدت حربا أهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية وبين المواليين للحكم الجمهوري.
وفي حوار مسجل مع إحدى الفضائيات، قبل وفاته في2011، قدّر الفريق سعد الشاذلي، الذي تولي قيادة ألوية الجيش المصري إبان الحرب في اليمن، قبل أن يتولى رئاسة أركان الجيش إبان عهد الرئيس الراحل أنور السادات، عدد القتلى بـ”ألف قتيل”، والخسائر المادية بـ40 مليون دولار.
فيما قدر الفريق محمد فوزى، وكان حينها رئيسًا لأركان الجيش المصرى، فى كتابه “حرب الثلاث سنوات” أعداد القتلى بنحو خمسة آلاف.
ولليوم العاشر على التوالي، تواصل طائرات تحالف تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية لقوات موالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، ومسلحي جماعة “الحوثي” ضمن عملية “عاصفة الحزم”، التي تقول الرياض إنها تأتي استجابة لدعوة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية”.
وتشارك في العملية 5 دول خليجية، هي السعودية، البحرين، قطر، الكويت، والإمارات، إلى جانب المغرب والسودان والأردن ومصر وباكستان، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أمر بتقديم دعم لوجيستي واستخباراتي للتحالف.
القدس العربي