شهدت عاصمة جنوب دارفور، نيالا، الأحد حالة متزايدة من التوتر الامني برغم استمرار فرض حالة الطوارئ، حيث وقعت ثلاث حوادث متفرقة بالمدينة كان أبرزها تعرض مسؤول حكومي رفيع للضرب والنهب بواسطة جنود مسرحين غاضبين على تأخير مفوضية النزع وإعادة الدمج تسليمهم مستحقات مالية علاوة على سرقة سيارة تتبع لمنظمة أممية من وسط المدينة.
وإعتدت مجموعة من مسرحي مفوضية نزع السلاح واعادة الدمج والتسريح، على مفوض العون الإنساني بولاية جنوب دارفور جمال يوسف الذي صادف وجوده إحتجاجات للمسرحين كانوا يطالبون بحقوقهم لدى المفوضية.
وقال يوسف أنه غير مختص بقضايا الدمج واعادة التسريح وان وجوده في موقع الاحتجاج كان مصادفة، علاوة على تشابه إسمه مع أحد موظفي المفوضية العاملين في الحسابات، وأكد أنه تعرض لهجوم من نحو 400 غاضب نهبوا منه 3400 جنيه ، كما إستولوا على هاتفه النقال الذي قال أن قيمته تتجاوز الـ7000 جنيه، وتدخلت قوات من الشرطة لافتكاكه من بين الأيدي الغاضبة بعد أن أوسعته ضربا.
وفي غضون ذلك إستولت مجموعة مسلحة على عربة تخص المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الأحد، تحت تهديد السلاح بحي المطار وسط نيالا في تطور جديد يؤشر لعودة الانفلات الامني بالولاية.
غير أن مدير شرطة الولاية اللواء أحمد عثمان محمد خير رفض التصريح بشأن نهب سيارة المفوضية الأممية، وعد الأمر محاولة من الصحفيين بجنوب دارفورلرسم صورة سالبة حيال الاوضاع الأمنية هناك، مشيرا الي انه لم يطلع على اي بلاغ عن نهب عربة تابعة للمنظمة ، وقال أنه كان في إجتماعات متصلة، فيما أكدت مصادر أمنية فتح بلاغ بالحادث لدى قسم شرطة الصناعات فى محلية نيالا شمال.
وفي سياق آخر نفذت مجموعة مسلحة ثانية عملية سرقة طالت احد المواطنين بحي المصانع شمال ونهبت منه 41 الف جنيه.
من جهته طالب رئيس الغرفة التجارية بجنوب دارفور موسى عبد العظيم في تصريحات صحفية الأحد، بضرورة اعادة النظر في الخطط الرامية لاستقرار الأوضاع الامنية بالولاية والعمل على بسط هيبة الدولة داعيا الي أهمية تمكين الاجهزة الامنية بوسائل الاتصال والحركة للحد من ظاهرة الانفلات الامني المتجدد معلنا اعتزامهم عقد اجتماع مع الوالي لمراجعة الترتيبات الامنية .
وأضاف عبد العظيم انهم سيعملون علي تفعيل دور كتيبة "ابن عوف" الخاص بالتجار لحماية أنفسهم من عمليات الاستهداف مشيرا الي ان العديد من التجار راحوا ضحية الانفلاتات الامنية منوها الي ان الأوضاع الامنية أصبحت طاردة للاستثمار.
وتردت الأوضاع الامنية بالولاية خلال الأسبوعين الماضيين خاصة بعد اغتيال التاجر محمود سلطان الخميس داخل منزله بحي شم النسيم اثناء محاولة مسلحين، تنفيذ عملية نهب مسلح حيث اطلقوا عليه رصاصات أودت بحياته على الفور بالاضافة الي حالات نهب عديدة وقعت بالولاية .
وتعيش ولاية جنوب دارفور منذ شهر اغسطس من العام الماضي تحت وطأة قانون الطوارئ بسبب الانفلات الامني الذي شهدته نيالا على مدى شهور، حيث وقعت عمليات نهب وقتل واختطاف مما اضطر العديد من التجار لمغادرة المدينة.
سودان تريبون