تمكنت، مؤخرا، مصالح الدرك الوطني بمنطقة البويهي بتلمسان، من إحباط محاولة تهريب كمية معتبرة من الآثار تعود إلى الحضارات الآسيوية القديمة.
وحسب ما علمته "الشروق"، من مصادر مؤكدة، فإن التحقيقات الأولية مع الموقوفين أثبتت أن الشبكة المتكونة من 4 أشخاص كانت بصدد تهريب هذه القطع الأثرية النادرة، المتمثلة أساسا في أقنعة وتماثيل وقطع أخرى باتجاه المغرب، بعدما تمكن عناصر الشبكة- قبل الإيقاع بهم- من جلب هذه الآثار من الحدود الليبية الجزائرية. ومن بين الآثار المحجوزة قناع بلغت قيمته المالية، حسب التحاليل المخبرية التي أجرتها كتيبة درك سبدو، ما يقارب ملياري سنتيم، فيما بلغت القيمة المالية لتمثال إله الشمس، الذي يعود إلى الحضارة الآسيوية القديمة وآنية أثرية تحمل نقوشا ذات دلالات مسيحية، ما يزيد عن 4 ملايير.
التحريات مع الأشخاص الأربعة الذين تم تقديمهم إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة سبدو، الذي أمر بإيداعهم الحبس الاحتياطي، صرحوا في الاستجوابات الأولية لدى عناصر الدرك الوطني بحيثيات تكشف عن مدى استغلال مافيا تهريب الآثار لبؤر التوتر، والمعارك الحاصلة في ليبيا بالدرجة الأولى وغيرها من الدول المجاورة للحدود الشرقية الليبية التي تشهد صراعات مسلحة، شجعت عصابات مافيا تهريب الآثار على استهداف كل ما له علاقة بالتحف، والقطع الأثرية؛ وهو ما ساعد على توسع دائرة تجارة الآثار بطرق غير شرعية، كما هو الشأن مع قضية الحال، التي أثبتت تورط المملكة المغربية في تشجيع تجارة الآثار بعد تهريبها من الدول التي تعرف صراعات دامية ومسلحة، وتحويل التراب الجزائري إلى محطة عبور لهذه التحف التاريخية النادرة بهدف إنعاش الحياة السياحية بالتراب المغربي؛ وهو ما تضمنته تصريحات بعض الموقوفين الذين أكدوا أنه سبق أن تاجروا في بيع الآثار دون علم منهم بأنها ممنوعة وموجهة إلى إنعاش السياحة في مملكة محمد السادس، التي تبقى القبلة الأولى لمافيا التهريب في ظل الطلب المتزايد من قبل أطراف مغربية تحرص على جمع مثل هذه التحف، مستغلة بذلك دمار دول على حساب تلميع واجهتها السياحية بأشياء مسروقة ومهربة.
الشروق