قال الرئيس السوداني عمر البشير، إن أوامر صدرت لكل البنوك السعودية باستئناف عملها في التحويلات المالية من وإلى السودان، وتعهد بإشراك أكبر قدر من الأحزاب التي تخوض الانتخابات في الحكومة القادمة بناءا على أوزانها.
وأكد البشير في لقاء طلابي بالخرطوم بثته قناة الشروق، مساء الثلاثاء، أن مشكلة التحويلات البنكية مع السعودية حلت قبل عودته من زيارته الأخيرة للرياض.
وتشير "سودان تربيون" إلى أن الملاحقات الأميركية للبنوك العالمية التي تتعامل مع النظام المصرفي السوداني تزيد الضغوط على الخرطوم، خاصة بعد أن أوقفت بنوك سعودية وإماراتية تعاملاتها البنكية مع السودان ابتداءا من مارس 2014.
وأنهى الرئيس السوداني زيارة إلى السعودية في أواخر مارس الماضي استقبل خلالها بحفاوة لافتة من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وأضح البشير أنه صدر أمر لكل البنوك السعودية بأن تمارس عملها في التحويلات من وإلى السودان، وقطع بانتهاء المضايقات للحصول على التأشيرات والإقامات للسودانيين في دولة الإمارات.
وكشف، عن بشريات قال إنها ستحل مشكلة البطالة والغلاء تتمثل في تدفق الاستثمارات العربية على السودان في إطار مشروع الأمن الغذائي العربي، مشيراً إلى مضاعفة رأسمال مؤسسات التمويل العربية لتمويل مشروعات الأمن الغذائي.
وكان وزير الإستثمار مصطفى عثمان إسماعيل قد كشف عن زيارة وزير الزراعة السعودي عبد الرحمن عبد المحسن الفضلي للسودان، الأربعاء، لتعزيز الاستثمارات السعودية بالبلاد.
وأكد وجود محاولات لإنفراج العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى زيارة مساعده إبراهيم غندور، ووزير الخارجية علي كرتي إلى واشنطن أخيرا، وقطع باستقرار العلاقات مع كل دول الجوار عدا الخلافات مع جنوب السودان.
وقال البشير إن بلاده تجاوزت الصدمة الاقتصادية بعد انفصال جنوب السودان بتطبيق البرنامج الثلاثي، مشيراً إلى أنها تطبق الآن برنامجاً اقتصادياً خماسياً يؤدي لاستقرار الوضع.
وتعهَّد بتحسين أوضاع العاملين في الدولة ورفع رواتبهم التي قال إنها من نقاط الضعف الأساسية، وزاد "لدينا معالجات لهذا الأمر وسنصل إلى مرتب مجز يمكن العامل من رعاية أسرته بصورة كريمة".
وتعهد بأنه سيتم الوصول قريباً إلى سعر موحد للعملة الوطنية يؤدي لاستقرار اقتصادي يجذب المستثمرين.
وأقرَّ البشير بعدم مقدرة السودان على منافسة عروض دول الخليج للكوادر السودانية، مشيراً إلى تقليل أثر ذلك بالتوسع في مؤسسات التعليم، وقال إن التجربة أثبتت أن المهاجرين سيعودون بخبرات إضافية بعد تحسن أوضاعهم الاقتصادية.
حكومة موسعة بعد الانتخابات
إلى ذلك قال الرئيس السوداني إن حزبهم سيشرك أكبر عدد من الأحزاب المشاركة في الانتخابات في الحكومة القادمة بعد معرفة أوزان الأحزاب.
وشدّد البشير أن الحوار الوطني سيكون سودانياً خالصاً لا سلطة فيه لأية جهة خارجية، مؤكداً اكتمال الإجراءات لانطلاقه بعد الفراغ من إجراءات الانتخابات.
وقال إن الحكومة لن تشارك في أي لقاء تشاوري بشأن الحوار خارج السودان، ولن تسمح لمجلس الأمن الدولي أوالاتحاد الأفريقي أو الإيقاد أو الجامعة العربية، بالتدخل في إدارة الحوار أو الإشراف عليه.
وأضاف البشير "إذا كانت لديهم نوايا للمساعدة عليهم إقناع المتمردين والمعارضين في الخارج بالمشاركة في الحوار بالخرطوم، ولا نريد من أية جهة خارجية أن تمول الحوار أو تسيطر عليه" مشيراً إلى موافقة 93 حزباً وحركة موقعة على السلام، على المشاركة في الحوار.
وأكد حرص المؤتمر الوطني على إشراك أكبر عدد من الأحزاب في الحكومة القادمة، مشيراً إلى مشاركة أكثر من 40 حزباً في الانتخابات، وقال إنه بعد انتهاء الانتخابات ستعرف أوزان الأحزاب "وسنشكل الحكومة ونحاول إشراك أكبر عدد، وكل حزب مشارك لديه فرصة دخول الحكومة".
وتوقّع البشير رفض بعض المشاركين في الانتخابات الدخول في الحكومة، لكنه وصف ذلك بالشيء الإيجابي مشيراً إلى أهمية وجود معارضة في الأنظمة الديمقراطية.
البشير: تمرد دارفور في نهاياته
وقال الرئيس البشير، إن تمرد دارفور في نهاياته، مؤكدا وجود جيوب للمتمردين بجنوب كردفان، ونشاط معادٍ في ولاية النيل الأزرق، وأكد أن هناك جهوداً مبذولة من الجيش والقوات الداعمة له لبسط هيبة الدولة.
وأوضح أن تحقيق السلام هو المفتاح لحل كثير من القضايا التي يعانيها السودان في النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقال "إن أرخص وسيلة لتحقيق السلام هي التفاوض، ولا نلجأ للبندقية إلا ضد من أبى الطريق السليم".
وقال البشير إن البند الثاني بعد السلام في برنامجه الانتخابي، تحقيق الوحدة الوطنية لمحاربة القبلية والجهوية، والتي قال إنها أصبحت أخطر من التمرد في دارفور.
وحول التطورات الأمنية في البلاد قال "بوضوح شديد لا زالت عندنا جيوب في جنوب كردفان، وهناك نشاط معاد في النيل الأزرق، ونشاط محدود للتمرد في دارفور، والمزعج أن النزاعات القبلية تحصل بدون مقدمات".
وأكد البشير أن القوات المسلحة والقوات الداعمة لها تبذل جهوداً لبسط هيبة الدولة، مضيفاً أن التمرد في دارفور في نهاياته مشيراً لبدء عمليات جمع السلاح وضبطه.
سودان تريبون