قُتل أربعة جنود وجُرح ثمانية آخرون في كمين نفذته مجموعة إرهابية ضد الجيش التونسي غرب البلاد، في أول رد فعل على مقتل زعيم كتيبة «عقبة بن نافع» لقمان أبو صخر.
وقالت مصادر أمنية لـ «القدس العربي» إن مجموعة تضم حوالي 35 مسلحا استهدفت بقذائف «آر بي جي» دورية للجيش في منطقة «المغيلة» التابعة لولاية القصرين القريبة من الحدود الجزائرية غرب البلاد، ما أسفر عن مقتل وجرح 12 جنديا (في حصيلة أولية)، مشيرة إلى أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى «سبيطلة» التابع للجهة.
وتوقعت المصادر أن يكون المسلحون تابعين لكتيبة «عقبة بن نافع» التي يتحصن عدد من عناصرها في جبل المغيلة، من بينهم الجزائري مراد الشايب شقيق خالد الشايب (الزعيم السابق لكتيبة عقبة بن نافع)، مشيرة إلى وصول تعزيزات أمنية كبيرة للمنطقة.
ويرى بعض المراقبين أن العملية تأتي كأول رد فعل على العملية الناجحة التي نفذتها مؤخرا قوات الجيش والأمن في ولاية قفصة (جنوب)، وأدت لمقتل 9 قياديين بارزين من كتيبة «عقبة بن نافع»، من بينهم خالد الشايب الملقب بلقمان أبو صخر والمصنف كأخطر إرهابي في تونس.
وكانت وسائل الإعلام التونسية تداولت قبل أيام بيانا منسوبا لكتيبة «عقبة بن نافع» نشره موقع «أفريقيا للإعلام» التابع للتنظيم، وتوعد فيه التنظيم باغتيال كل من رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي ورئيس الحكومة حبيب الصيد ووزير الداخلية ناجم الغرسلي والناطق باسم الوزارة محمد علي العروي.
واعتبر الخبير العسكري مختار بن نصر (رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل) في تصريح سابق لـ «القدس العربي» أن هذه التهديدات تدخل في إطار الحرب النفسية ورد الفعل و»هذه المجموعات لا تستطيع سوى التوعد فقط، ومع ذلك يجب أن يؤخذ هذا التهديد على محمل الجد ويجب التهيؤ لما يمكن أن تقوم به هذه المجموعة من أعمال إرهابية متفرقة مستقبلا».
كما حذر، في السياق، من تكرار الهجمات الإرهابية داخل المدن على غرار هجوم باردو، وأضاف «بما أن هذه العناصر الإرهابية ما زالت بيننا وضُربت بهذا الشكل، فأعتقد أنها ستتحرك وتحاول الضرب بالفعل، ولكن نتمنى أن يتم كشف مخططاتها ونياتها وضربها قبل تنفيذها، لكن حتى إذا ما تم أي عمل ما فإنه لن يربك التونسيين، كما أن قوات الجيش والأمن الآن تتمتعان بجاهزية كبيرة للتعامل مع أي هجوم جديد».
القدس العربي