بدأت الحركة الشعبية لتحرير السودان حملتها الدعائية لانتخابات رئاسة جنوب السودان. ودشن زعيم الحركة سلفاكير ميارديت تلك الحملة بخطاب بين مؤيديه استذكر فيه "المعاناة" التي أودت بأرواح الملايين، لكنه أكد أن العودة للحرب خيار ليس مطروحا، داعيا إلى الوحدة والسلام.
وقال سلفاكير- في اجتماع حضره آلاف من مؤيديه في مدينة جوبا بجنوب البلاد- "لقد عانينا بشكل مروع: مات منا الملايين"، وأضاف" بعضنا للأسف لا يزال يلحق الألم بنا".
وكان الجنوب قد تعرض لسلسلة من الاشتباكات العنيفة بين جماعات عرقية متنافسة وسط مخاوف من أن المنافسة السياسية يمكن أن تثير أعمال عنف جديدة. وفي عام 2009 قتل نحو 2500 شخص في الجنوب وتسببت الاشتباكات في فرار نحو 350 ألف شخص، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
ودعا سلفاكير إلى لملمة الجراح والتعايش السلمي. وأكد أن خيار الحرب ليس مطروحا، وقال إن البعض أراد إرجاع البلاد إلى القتال مجددا لكن الحركة الشعبية ماضية في خيار السلام وملتزمة به.
وأكد النائب الأول للرئيس السوداني أن حركته الشريكة في حكم السودان سوف تعمل على القضاء على الفساد الذي يقول كثيرون إنه شل جهود إعادة التنمية في الجنوب. وقال "لن يكون هناك أي تسامح مطلقا مع الفساد والمحسوبية والقبلية"، وأضاف "ثقافة الإفلات من العقاب يجب أن تتوقف، لا أحد فوق القانون".
وقد اختار سلفاكير ترشيح نفسه لمنصب رئيس جنوب السودان، فيما ترك ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية يترشح في انتخابات الرئاسة لمنافسة الرئيس الحالي عمر البشير.
وكان سلفاكير قد أكد مؤخرا -في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العربي للتنمية والاستثمار في الجنوب- أن جنوب السودان سيظل ثابتا ضمن العالم العربي، "وأنه لو حدث الانفصال فإن الجنوب لن ينتقل إلى المحيط الهندي أو شاطئ الأطلسي بل ستستمر العلاقات بين الجانبين".
وأكد أن اتفاقية نيفاشا للسلام نصت على ضرورة جعل الوحدة جاذبة لأهل جنوب السودان، واحترام إرادتهم، وبالتالي فإن على الجامعة العربية التي كانت شاهدة على تلك الاتفاقية أن تعمل لأجل تحقيق ذلك، معربا عن أمله في تدفق استثمارات عربية لجميع المجالات.
وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يقوده البشير قد أعلن أنه سيؤيد سلفاكير رئيسا لجنوب السودان في انتخابات أبريل/نيسان المقبل. وأكد الحزب أنه لن يقدم مرشحا ينافس شريكه في الحكم، وهو فهم أن ذلك محاولة للضغط بغية سحب عرمان من انتخابات الرئاسة السودانية.
يذكر أن المنافس الكبير الوحيد الذي ينافس سلفاكير في الجنوب، هو الوزير السابق الذي انشق عن الحركة الشعبية العام الماضي لام أكول. ومن المقرر إجراء تصويت على استقلال الجنوب عن السودان في التاسع من يناير/كانون الثاني 2011.