أقرت مفوضية الانتخابات في السودان بتعثر العملية الانتخابية في ولايتي الجزيرة وسنار بوسط البلاد، الى جانب تأثرها بالقصف الذي طال إحدى البلدات بولاية جنوب كردفان، في وقت أبدت القوى السياسية بولاية الجزيرة إمتعاضها من الارتباك الذي ميز اليوم الأول من الاقتراع وحملت مسؤوليته الكاملة لقصور المفوضية.
وقال المتحدث باسم المفوضية القومية للانتخابات الهادى محمد أحمد إن عملية الاقتراع بدأت بصورة جيدة من حيث تهيؤ المراكز وإستقبال الناخبين في الـ 18 ولاية بواقع 11 ألف لجنة إقتراع باستثناء ولايتي الجزيرة وسنار.
وأكد الهادي أن ولايتي الجزيرة وسنار واجهتا عقبات، بسبب تأخر وصول معدات الاقتراع، ممثلة في البطاقات والصناديق الى بعض المراكز، علاوة على تأخر الموظفين، ونفى المتحدث حدوث ما يعطل الاقتراع سوى الاحداث التي طالت ضواحى الدلنج.
وتشير "سودان تربيون" الى أن مناطق محيطة بمنطقة الدلنج بولاية جنوب كردفان، تعرضت لقصف صاروخي من متمردي الحركة الشعبية ـ شمال، في أول يوم للإقتراع في الانتخابات.
وقالت مصادر حكومية لـ"سودان تربيون" إن القصف لم يؤثر على إقبال الناخبين الذين واصلوا الاقتراع بنحو طبيعي.
وحملت القوى السياسية بولاية الجزيرة المفوضية القومية للانتخابات مسؤولية الارتباك الذي حدث في عدد كبير من مراكز التصويت بالولاية.
وأشار مرشح المؤتمر الوطني عن دائرة شرق مدني "حنتوب الشبارقة" عبد الله بابكر الى أن المفوضية تتحمل كل الفوضى التي حدثت، وقال إن اليوم الأول للإقتراع كشف عن ضعف الاستعداد، وضعف أداء المفوضية وعدم وجود صناديق للإقتراع في عدد من المراكز وبعض التداخلات في الكشوفات وتصويت البعض في غير دوائرهم.
وتشير "سودان تربيون" الى شكاوى من اختلاط بطاقات الدائرة 24 اركويت ببطاقات الدائرة 23 بالرغم من اكتمال عمليات التصويت لناخبين الدائرة 24.
وقال المرشح إن ما حدث أدى لضعف الإقبال على التصويت والكثير من الناخبين آثروا الامتناع عن الاقتراع بسبب التعامل الفظ من مسؤولي المفوضية، وعدم إعتمادها لشهادة اللجنة الشعبية كبديل للأوراق الثبوتية.
واكد المتحدث بإسم الحزب الإتحادي الديمقراطي علي محمد حمزة وجود خلل واضح وإرتباك في عدد من مراكز الإقتراع وعدم إنتظام في العمل.
وقال إن السجل الانتخابي لم يصل الى بعض المراكز وبعض الدوائر لم تصلها القوائم، وأخرى لم تصلها حتى قوائم رئاسة الجمهورية واخرى لم تصلها صناديق الإقتراع وبعضها وصلته صناديق بدون أغطية.
وأضاف "أقل ما يوصف به هذا أنه هرجلة وعمل غير منظم وغير مسؤول سيؤدي إلى نتائج سلبية لسمعة الإنتخابات".
وقال إنه حتى الساعة الثالثة ظهرا فإن 70% من المراكز بمدينة ودمدني لم تبدأ فيها عملية الإقتراع بسبب تلك المعيقات وعدم وصول الصناديق والأخطاء التى صاحبتها كما حدث خلط في أوراق الناخبين.
وتبعد مدينة ودمدني، حاضرة ولاية الجزيرة، نحو 188 كلم فقط إلى الجنوب من العاصمة السودانية الخرطوم.
واعتبر حمزة تلك العثرات تمثل ثغرة كبيرة للإنتخابات التي تعطلت وأدت لزيادة الإحباط بما يؤدي الى مقاطعة العملية برمتها.
مرشحون للرئاسة يعجزون عن التصويت
وفي الخرطوم فوجئ إثنان من المرشحين لرئاسة الجمهورية بعدم وجود أسمائهم في السجل الانتخابي.
واكد المرشح المستقل لرئاسة الجمهورية عصام علي الغالي تاج الدين، إنه توجه للتصويت بمركز "خديجة بنت خويلد" بالخرطوم بحري، لكنه فوجئ بعدم وجود اسمه في السجل، برغم وجود أسماء بقية أسرته.
وقال الغالي في تصريحات صحفية إنه اخطر المسؤولين قبل يوم من بدء الاقتراع بعزمه التصويت في ذات المركز الذي سبق وأن أدلى فيه بصوته خلال انتخابات 2010.
لكن مدير المركز مأمون عبد الرؤف أحمد أكد لـ"الشروق" عدم تلقيهم أي إخطار مسبق، وان المركز غير مسؤول عن أي ناخب غير مقيد في السجل.
كما واجه مرشح حزب الإصلاح الوطني للرئاسة محمد الحسن الصوفي، ذات المعضلة عندما فوجئ بخلو كشوفات الناخبين من اسمه ضمن الذين يحق لهم الاقتراع بمحلية "أم بدة" الحارة 17.
وأشار الى أن اسمه مسجل في مدينة دلاس بالولايات المتحدة الاميركية، وكان من المنتظر ارساله عبر الايميل، وقال الصوفي إنه سيراجع الجهات المعنية ريثما يتم ارسال اسمه حتى يتمكن من لادلاء بصوته في الانتخابات.
سودان تريبون