أعلنت قوى المعارضة الموقعة على اتفاق "نداء السودان"، الأحد، ابتدارها حملة دبلوماسية تشمل دولا عربية وأفريقية وأوروبية، لشرح الموقف السياسي بالسودان، وإصدار قرار بحظر الطيران في مناطق الحرب بالنيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور، غير أن مسؤولا حكوميا رفيعا سخر من تلك الخطوة وقلل من أهميتها مؤكدا أن المجتمع الدولي اوعي من الإنسياق وراء مما أسماه "منظمات مشبوهة".
ووقعت أحزاب المعارضة الرئيسية وحركات التمرد المسلحة في ديسمبر الماضي اتفاق "نداء السودان" بأديس أبابا كأوسع تحالف للإطاحة بحكومة الرئيس عمر البشير عبر انتفاضة شعبية، وأبرز الموقعين على الاتفاق حزب الأمة والجبهة الثورية المسلحة، وتحالف قوى الاجماع الذي يضم أحزابا يسارية أبرزها الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر السوداني علاوة منظمات مجتمع مدني.
وأكدت قيادات المعارضة أن المرحلة القادمة ستشهد حملة تعبوية لإسقاط النظام ووقف الحرب الدائرة في البلاد، وشددت أنها لن تعترف بنتائج الانتخابات والحكومة التي ستأتي بها.
وعقدت قيادات قوى "نداء السودان" مؤتمرا صحفيا، الأحد، في دار الحزب الشيوعي بالخرطوم وسط حضور أمني كثيف طوق الطرق المؤدية لمقر الحزب في حي "الخرطوم 2".
و كشف القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف، عن عزمهم رفع مطالب للمجتمع الدولي في المرحلة المقبلة تتعلق بوقف وحظر استخدام سلاح الطيران السوداني في مناطق الحرب بالبلاد.
لكن مساعد الرئيس السوداني، نائبه في الحزب أبراهيم غندور سخر من تلك الخطوات المعتزمة وعد محاولات المعارضة وتحركاتها تكرارا لمحاولات سابقة جرت لاستهداف السوان عبر تحركات مع منظمات مشبوهة وأضاف "لن تصل الى ما تريد"
وقال غندور فى تصريحات صحفية الأحد، ان المجتمع الدولى الممثل فى الامم المتحدة ومجلس الامن والمجتمع الافريقى الممثل فى الجامعة العربية والاتحاد الافريقى وكل منظمات الاقليمية والدولية أوعى من أن تقودها" منظمات مشبوهة".
وأشارت قوى المعارضة إلى تكوين لجان خلال المرحلة القادمة لوضع برامج الفترة الإنتقالية القادمة والتوافق على برامج تتوافق عليها كافة القوى السياسية عقب سقوط النظام الحاكم.
وقالت نائب رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي، إن حملة "أرحل" التي تبنتها أحزاب المعارضة لمقاطعة الانتخابات نجحت وأثبتت وعي السودانيين وعبقريتهم.
وقدرت بعثة الاتحاد الأفريقي لمراقبة الانتخابات السودانية نسبة التصويت بأقل من 40% ووصفتها بأنها "منخفضة" ورأت أن من أسباب ذلك مقاطعة أحزاب المعارضة لها، كما أكد رئيس مفوضية الانتخابات مختار الأصم لاحقا أن نسبة المشاركة في التصويت تتراوح بين 36 ـ 38%.
وأفادت مريم بمواصلة قوى "نداء السودان" عبر حملة "أرحل" للقيام بمسؤولياتهم تجاه الشعب ووقف الحرب وذهاب النظام وكشفت عن عزمهم المضي المرحلة المقبلة في تبني حملة تعبوية دبلوماسية تطالب الدول العربية والأفريقية والأوروبية لشرح الموقف السياسي في السودان وإسقاط النظام.
واستبعدت مريم دخول قوى "نداء السودان" من جديد في حوار مع النظام وقالت "بالصورة التي يعمل بها حزب المؤتمر الوطني حاليا لا أحد البتة سيدخل معه في حوار" وأشارت إلى ضرورة وقف الحرب وتمرير الاغاثات.
وأعلن القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف عن وضع برنامج سياسي، يدشن الأسبوع المقبل، ويضم لجان سياسية تعبوية للقيام بمظاهرات ومسيرات لإسقاط النظام معلنا أستمرارهم في حملة "أرحل" ومقاومة النظام بمختلف الوسائل والأشكال من أجل تحسين الوضع المعيشي للناس ووقف الحرب.
وتشير النتائج الأولية للفرز إلى اكتساح البشير للانتخابات الرئاسية بدون منافسة من جملة 15 آخرين ترشحوا للمنصب فضلا عن تقدم مرشحي حزبه للهيمنة مجددا على مقاعد البرلمان والمجالس التشريعية المحلية في الولايات.
ووصل البشير (71 عاما) للسلطة عبر إنقلاب عسكري مدعوما من الإسلاميين في 1989 وتم التجديد له في انتخابات أجريت في 2010 وقاطعتها أيضا فصائل المعارضة.
سودان تريبون