الخرطوم: في الوقت الذي بدأ في العد التازلي لإجراء الانتخابات السودانية والمقررة الشهر القادم، شدد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان على تمسكه بالشريعة الإسلامية في برنامجه للانتخابات المقبلة، في وقت أكد فيه دعمه لوحدة السودان مع احترام خيار الجنوبيين في الانفصال أو الوحدة ، واصفا دعوة مرشح الحركة الشعبية ياسر عرمان للبشير بسحب ترشيحه تهريجا.
وطرح المؤتمر الوطني الحاكم المبادئ العامة لبرنامج البشير في انتخابات أبريل/ نيسان المقبل، مشددا على بناء دولة ذات دستور دائم فى مقدمة أولويات المحور القانونى من خلال بناء دولة ذات دستور دائم مستمد من الشريعة الإسلامية وإجماع الأمة والأعراف الحميدة،
مع التأكيد على بسط الشورى وإقامة العدل وطهارة الحكم وتأكيد الحقوق الدستورية والقانونية للمواطن السودانى داخل السودان وخارجه بما يحفظ كرامته ويصون عزته بجانب تطوير الأجهزة العدلية والقضائية ،تاكيدا لاستقلالها ونزاهتها وتمكينها من أداء رسالتها ودورها.
وحسبما ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، شمل البرنامج القضايا الاقتصادية والاجتماعية والصحية، والتعليم، والمرأة، والسياسة الخارجية ، ودعم القضية الفلسطينية، إضافة إلى بناء نظام سياسى ديمقراطي مستقر يتمتع فيه السودانيون بالحرية والحقوق الأساسية واستكمال مراحل السلام الشامل والدائم والالتزام بكافة الاتفاقات والمواثق الموقعة ،و كفالة الحريات ، ورعاية حقوق الإنسان وتعزيز الوحدة الوطنية واحترام خيارات مواطني جنوب السودان فى الوحدة والانفصال.
يذكر أن الانتخابات السودانية القادمة، هي أول انتخابات متعددة الأحزاب بالسودان خلال قرابة ربع قرن. وأعرب العديد من المراقبين من أن يجد الناخبون والأحزاب السياسية صعوبة في اجتياز عملية الاقتراع المعقدة، حيث يجد الناخب أمامه عددا من صناديق اقتراع، لاختيار رئيس للبلاد، وحاكم الولاية التي ينتمي إليها، وممثليه إلى البرلمان المركزي، والولائي.
أما في جنوب السودان، فإن صناديق الاقتراع تزداد أكثر، بإضافة صندوق لاختيار رئيس حكومة الجنوب، وآخر لنواب برلمان الجنوب. ومع بدء فترة الترشيحات للانتخابات في ما يلي بعض الحقائق الأساسية عن الانتخابات.
إلى ذلك وجه المؤتمر الوطني انتقادات لعرمان على خلفية دعوته للبشير بالتنازل عن ترشيحه لصالح الحركة الشعبية من أجل الوحدة الطوعية، ورأى أمين المنظمات بالمؤتمر الوطنى قطبي المهدى أن حديث عرمان "مجرد تهريج سياسي"، فيما وصف أمين أمانة التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطنى حاج ماجد سوار تصريحات عرمان بأنها تدلل على أنه غير جاد واعتبر سوار فوز البشير أكبر ضمان لوحدة السودان والضامن لإنفاذ اتفاق السلام الشامل.
وكان عرمان قد دعا البشير للتنازل عن ترشيحه لصالح الحركة خلال زيارته المرتقبة لجوبا في جنوب السودان , على أن تتحمل الحركة الشعبية مهام الوحدة الطوعية و توحيد السودان، بدعم من المؤتمر الوطني وفي شراكة مع القوى السياسية عبر حكومة للإجماع الوطني تضم الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وقوى جوبا والحزب الاتحادي الديموقراطي.
واعتبر عرمان أن هذه الخطوة الشجاعة وغير المسبوقة ستوفر أرضية جديدة للإجماع والتلاقي الوطني وتقدم درساً للشباب في المستقبل.
وأضاف: "مؤخراً, أرسل المؤتمر الوطني أربعة وفود إلى جوبا في محاولة لإقناع الحركة الشعبية بالتنسيق أو التحالف في الانتخابات واتضح جلياً صعوبة إيجاد قاعدة مشتركة بين الطرفين وتباعد المسافات بينهما".
وكان عرمان قد صرح في وقت سابق أن برنامجه الانتخابي سوف يركز على ضرورة الاتفاق بين السودانيين حول القضايا الكبيرة وحل مشكلة دارفور والمصالحة وتنفيذ اتفاق السلام الشامل، مشيراً إلى أنه سيعمل "من أجل تغيير إيجابي حقيقي في أوضاع السودان الحالية يمتد إلى دول الجوار".
وعن توقعاته بشأن المعركة الانتخابية التي سيخوضها والتحالفات التي تدخلها الحركة، قال عرمان: "الرئيس السوداني عمر البشير حكم 20 عاماً، ولابد أن يأتي شخص آخر لكي يواجه المشكلات الحالية العاصفة التي تواجه السودان، ولدينا اجتماع اليوم مع أحزاب المعارضة الشمالية وسنناقش معها كل القضايا".
وبشأن إمكان فوزه قال المرشح الرئاسي: 'أمضيت 24 عاماً في صفوف الحركة الشعبية ولديَّ الكثير من العلاقات، وللحركة الشعبية وزن كبير وحل كل القضايا في السودان لن يتم من دونها'.
في سياق متصل، بدأ البشير جولةً يوم أمس على عدد من مدن الجنوب لطرح برنامجه على الجنوبيين وإقناعهم بالوحدة من وجهة نظره والتصويت لصالحه في الانتخابات المقبلة.