قدم المشاركون في إطلاق حملة اليونيسيف ضد العنف الممارس بحق الأطفال"ماتسكتوش" صورة قاتمة السواد تحاكي الواقع المرير الذي يتخبط فيه فلذات أكبادنا ومستقبل بلادنا.. براءتنا المعنفة التي تستغيث لإنقاذها.
يكفي أن نقول أن مصالح الأمن الوطني لوحدها سجلت تعرض 1281 طفل جزائري إلى مختلف أشكال العنف خلال الثلاثي الأول لسنة 2015 منهم 756 حالة تتعلق بالعنف الجسدي و3072 حالة تتعلق بالاعتداءات الجنسية، وتضاف هذه الحصيلة، حسب ما أكدته عميد الشرطة ورئيسة مكتب حماية الطفولة وجنوح الأحداث بالمديرية العامة للأمن الوطني خيرة مسعودان، إلى 6151 حالة عنف طيلة عام 2014 منها 3533 حالة اعتداء جسدي.
الحصيلة وردت على لسان ممثلة مصالح الأمن الوطني خلال الإعلان عن انطلاق حملة اليونيسف "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" لمكافحة العنف وقد اختارت المنظمة شعار "ماتسكتوش وارفضوا اللي غير مقبول" لإدانة العنف الممارس ضد أطفالنا بمختلف أنواعه، وقال رئيس منظمة اليونيسيف توماس دافان أن 0 سكوت يعني الوصول إلى 0 عنف وهو ما لن يتأتى إلا عن طريق توحد وتكاثف الجهود بين مختلف الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين والقانونيين وخاصة الوعي الأسري الذي يجب أن يرتقى إلى مستويات أعلى بكثير مما هو عليه الآن.
وتبقى الأرقام الحقيقية التي تعكس الواقع المر للطفولة في بلادنا أكبر من هذا بكثير في ظل التزام سياسة الصمت والتكتم، حيث أن 86 بالمائة من الأطفال أكدوا أنهم كانوا ضحية العنف، وتتصدر فئة الأطفال المتراوحة سنهم بين 16 و18 سنة و10 و13 سنة فئة الأطفال الأكثر عرضة للعنف، كما أن المدن الكبرى هي أكثر مسارح هذا الجرائم أهمها: العاصمة ووهران وعنابة.
وتؤكد ممثلة الأمن أن مصالحها رصدت ارتفاعا محسوسا في الحالات المسجلة نتيجة زيادة الوعي لدى أغلب الحالات التي باتت أكثر جرأة في الإفصاح عما تتعرض له من انتهاكات، وتضيف المتحدثة أن السكوت عن الجريمة هو تشجيع لها.
وأثنى ممثل اليونيسف توماس دافان على الترسانة القانونية التي يحظى بها أطفال الجزائر، غير أنها تحتاج إلى كثير من التفعيل على ارض الواقع من أجل بلوغ الأهداف المرجوة، حيث أكد على هدف اليونيسيف في بلوغ إجبارية التبليغ عن مختلف الانتهاكات التي تطال الطفولة وحمايتها بقوة القانون لا أن تترك كما هي عليه الآن مجرد التزام أخلاقي قد يجسد أو يتجاهل.
وأضاف محدثنا أن اليونيسيف تعمل على مرافقة مؤسسات وجمعيات فاعلة في هذا السياق مستدلا بما يتم حاليا مع وزارة التضامن والأسرة في مجال تحديد الميزانيات الواجب تخصيصها للظاهرة وكذا مع وزارة الداخلية ومصالح الأمن والدرك والمجتمع المدني.
رئيس شبكة ندى عبد الرحمان عرعار دافع عن مشروع القانون المتعلق بحماية الطفولة واعتبره مكسبا كانت الجمعيات تناضل لأجله لأكثر من 9 سنوات خلت، فالقوانين الحالية كما قال تجاوزها الزمن ولأول مرة في الجزائر سيتم اتخاذ إجراءات جديدة فيما يتعلق بخطف الأطفال إذ سيتم تحريك البحث والتحقيق بمجرد التبليغ الذي لن يختص به الوالدان وفقط كما سيفتح البحث أمام وسائل الإعلام.
وعلى الصعيد العالمي أكد توماس دافان أن 950 ألف طفل عبر العالم يموتون جراء العنف، كما أن نصف هؤلاء سيكررون هذا العنف على أولادهم مستقبلا حسب ما أكدته البحوث والدراسات.
وبلغة الأرقام المخيفة دائما فإن ثلث الأطفال متورطون في العنف المدرسي سواء الابتدائي أو المتوسط أو الثانوي، أما بالنسبة للفتيات فإن ربعهن 1 على أربعة عرضة للاعتداء الجسدي وواحد على 10 عرضة للاعتداء الجنسي.
الحرية