هدد الرئيس السوداني عمر البشير باجتياح حدود جنوب السودان لتجريد حركات دارفور من سلاحها، وأكد قائد قوات الدعم السريع أسر 340 أسيرا من حركة العدل والمساواة خلال المعركة التي دارت بجنوب دارفور الأحد، بينما أفاد مدير جهاز الأمن أن الحركة دخلت المعركة بنحو 1100 مقتل لم ينجو منهم سوى 37 مصابا.
وأفاد الجيش السوداني أنه ألحق هزيمة قاسية بحركة العدل والمساواة في جنوب دارفور، يوم الأحد، وأوقع وسط قوة لها تسللت من جنوب السودان، خسائر فادحة في الأرواح والعدة والعتاد.
ووصل الرئيس، الثلاثاء، إلى منطقة "قوز دنقو" بجنوب دارفور، التي دارت فيها معارك حامية بين قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن ومتمردي حركة العدل والمساواة، وحذر لدى مخاطبته القوات المقاتلة، حكومة جنوب السودان من التمادي في عدائها تجاه السودان والاستمرار في دعم وإيواء الحركات المسلحة.
وطالب جنوب السودان بتجريد الحركات من السلاح و"إلا سوف يكون هناك حديث آخر"، قائلا إن السودان صبر على الجنوبيين واعطاهم دولة وكان ردهم التآمر والخيانة ـ حسب تعبيره ـ.
وقال "سنعطيهم فرصة بأن يتخذوا القرار السليم وتجريد الحركات من السلاح وإلا فإن قوات الدعم السريع جاهزة لتجريدها"، وزاد: "من حقنا أن ندافع عن أنفسنا ضد أي عميل أو خارج حتى ولو في راجا أو أويل أو جوبا".
وأشار البشير إلى أن قوات الدعم السريع "عصرت التمرد لما جابوا الزيت" في جنوب كردفان وأعادتهم إلى الجنوب، موضحا أن "الخواجات" أغروا المتمردين بتسلم الحكم في الخرطوم ودربوهم عام ونصف العام، لكن تم حسمهم في معركة "دنقو" في نصف ساعة.
وقال البشير موجهاً حديثه لقوات الدعم السريع: "لا نريد أن نسمع حركة إسمها عدل ومساواة لإنها مرتزقة وإرهابيين، ولا نريد أن نسمع حركة تحرير السودان فأنتم من حررتم السودان من العملاء والإرهابيين والمارقين".
وأكد أن قوات الدعم السريع انتصرت ولم تخذل القيادة بالخرطوم منوها إلى أن قرار تكوينها كان موفقاً وأكد ثقته فيها قبل أن يمنح أفرادها وسام الشجاعة.
من جانبه قال مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا المولى إن قوات الدعم السريع أوفت بعهدها في "كسح ومسح" حركة العدل والمساواة، مشيراً إلى أن المتمردين قالوا إنهم سيخربون الانتخابات ومناطق البترول لكنهم عجزوا عن ذلك.
وأشار عطا إلى أن قوات العدل والمساواة دخلت بأكثر من (1100) مقاتل ولم يرجع منهم سوى (37) مصابا، قائلا "هذا النصر هدية لرئيس الجمهورية في يوم انتصاره واختيار الشعب له رئيس لفترة ثانية" مؤكداً أن المرحلة القادمة واضحة ولا يوجد فيها ضبابية.
وأكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ان جملة السيارات التي تم الاستيلاء عليها بلغت 161 "لاندكروزر" وعدد كبير من الأسلحة الثقيلة والخفيفة وأجهزة اتصالات الى جانب 340 أسير من بينهم قادة ميدانيين من حركة العدل والمساواة، بينما لا تزال قواته تطارد المتمردين.
وقال حميدتي "انتهينا من الكبار ولم يتبق إلا الصغار"، ووصف رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي بأنه "جبان" وطالب زعيم حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل إبراهيم بالعودة الى عمله.
إغلاق الحدود مع الجنوب
وأشاد وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، خلال مخاطبته المقاتلين، بقوات الدعم السريع وأشار إلى أنهم أعطوا الصيف الحاسم معنى ومحتوى وأنهم لم يخذلوا القيادة أبداً.
وكان وزير الدفاع الفريق قد أعلن في تصريحات صحفية، يوم الإثنين، عن إغلاق القوات المسلحة لكل المنافذ مع دولة جنوب السودان لمتابعة ورصد تحركات الحركات المسلحة في الوقت الذي اتهم فيه جوبا برعاية الحركات السودانية المسلحة وتدريبها عبر خبراء وشركات أجنبية ودول معادية للسودان.
وأشار إلى أن قوات العدل والمساواة تم تدريبها بشكل مكثف بجنوب السودان استمر عاماً ونصف العام، من قبل خبراء بهدف إحداث خلل أمني كبير في السودان وإفساد العملية الانتخابية.
وقال حسين في تصريحات صحفية أمس خلال تفقده جرحى العمليات الأخيرة التي قامت بها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بمنطقة النخارة بمحلية تلس في جنوب دارفور، يوم الأحد، إن المعركة التي خاضتها القوات الحكومية كانت معركة حاسمة دُمرت فيها قوات حركة العدل والمساواة.
وأوضح أن الانتصار في معارك النخارة كان ساحقا وقضى على حركة العدل والمساواة، وقال "إن القوات المسلحة بالمرصاد لكل معتدٍ".
سودان تريبون