شهدت الأيام الماضية منحاً جديداً بخط المواجهة في سيناء بعد إعلان قبيلة الطرابين إحدى أكبر القبائل في مصر الدخول في مواجهة مسلحة مع "ولاية سيناء" التابعة لجماعة داعش الإرهابية بعد أن قامت بقتل أحد وجهاء القبيلة بتهمة التعاون مع الجيش.
ودفع هذا التحرك قبائل أخرى كثيرة إلى استنفار قواها والوقوف صفا واحداً بجانب القوات المسلحة في معركتها المستمرة مع الإرهاب.
وفي حديث لمراسلنا أوضح الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يسري العزباوي أن الأوضاع الأمنية التي ساءت في سيناء قد انعكست سلباً على هذه القبائل من خلال فرض المسلحين إجراءات الأمن وحضر التجوال في المحافظات؛ وأضاف أن الأمر الآخر هو بعض "الاتهامات" التي وجهها منتسبو داعش لأهالي سيناء حول التعاون مع الجيش والمخابرات المصرية من أجل إحكام السيطرة على هذه المجموعات ودحر الإرهاب.
الجيش المصري من جانبه لم يعلن حتى الآن موقفاً صريحاً من هذه الخطوة؛ لكن ومن غير المألوف على مدار التاريخ استعانة الدولة المصرية بمسلحين أو جماعات لمواجهة الإرهاب الداخلي.. ومن هنا حذر البعض من خطورة هذا التحرك الذي قد يؤدي إلى مواجهة قبلية طويلة الأجل.
وفي تصريح لمراسلنا أشار محامي الجماعات الإسلامية في مصر منتصر الزيات بالقول: لما تتسلح القبائل.. ولما تدفع القبائل المسلحة على أن تتخلص من أبناءها معنى ذلك أنك تعمق مفهوم الحرب الأهلية!
فيما أكد الخبير العسكري سفير نور أن القوات المسلحة المصرية تتمتع بإمكانيات عالية جداً في هذه المنطقة تمكنها من التحرك عبر القوات البرية والجوية والبحرية والخاصة.
واستهدفت القوات المسلحة في الفترة الأخيرة أماكن متعددة لعناصر الجماعات الإرهابية في مناطق جنوب الشيخ زويد ورفح والعريش؛ وألقت القبض على مئات المسلحين؛ وذلك بعد أن صدر عن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قرار جمهوري بمد حالة الطوارىء في شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر.
هذا ولم يكن تعاون أهالي سيناء مع الجيش المصري ومده بمعلومات عن أماكن اختباء المسلحين أمراً جديدا.. لكن الجديد هو إعلام المواجهة العسكرية بين القبائل والمسلحين.. إعلان وإن حمل جانباً من شعور هؤلاء باالمسؤولية تجاه بلادهم؛ إلا أنه يحمل أيضاً جانباً آخر من الخطر.
العالم