تنتاب السلطات التونسية خشية متزايدة من السيناريوهات التي بدأت تعج بها التقارير الاستخباراتية العربية والأجنبية حول إمكانية توجيه ضربة قاصمة لتنظيم داعش في ليبيا، وانعكاسات ذلك على أمنها وسلامتها وسيادتها.
وقال مصدر مُقرب من الرئاسة التونسية لـ"العرب"، إن تلك الخشية التي ارتفعت حدتها بشكل لافت، دفعت الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى إرسال مبعوثين خاصين إلى العواصم العربية المعنية مباشرة بالملف الليبي، قطر والجزائر ومصر. وأكد أن رضا بلحاج مدير ديوان الرئيس الباجي قائد السبسي يُنتظر وصوله اليوم إلى القاهرة مُحملا برسالة خطية خاصة من الرئيس التونسي إلى نظيره المصري. وتأتي زيارة بلحاج لمصر بعد أقل من أسبوع من زيارة مماثلة قام بها التوهامي العبدولي كاتب الدولة (مساعد وزير) للخارجية وهو مكلف بالشؤون العربية والأفريقية إلى الدوحة، وأخرى قام بها الأزهر القروي الشابي الوزير المُمثل الخاص للرئيس التونسي إلى الجزائر.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن الرسالتين تمحورتا حول تطورات الملف الليبي الذي تسارعت تداعياته الميدانية والسياسية في اتجاه توجيه ضربة عسكرية قوية لتنظيم داعش، والميليشيات المُسلحة في مدينة درنة، وبعض المناطق في شرق ليبيا. ورجح مصدر "العرب" أن تكون زيارة رضا بلحاج اليوم إلى القاهرة تندرج في هذا السياق، ولفت إلى أن أهميتها تكمن في توقيتها الذي تزامن مع حدثين هامين أولهما الزيارة الخاطفة وغير المُعلنة سلفا التي قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للسعودية، بينما يتعلق الثاني بإقدام تشاد ومالي على إغلاق حدودهما مع ليبيا تحسبا لأي طارئ. وتأتي هذه التطورات وسط انطباع لدى أغلب المراقبين، أن خيار التدخل العسكري المباشر في الملف الليبي لم يحن بعد، ومع ذلك قالت مصادر عسكرية ليبية إن ما يُخطط لدرنة أوسع من الضربة الخاطفة، ويقترب من عملية التحرير كاملة.
ليبيا المستقبل