نظم المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر يوما للغة الضاد من أجل لفت الانتباه إلى الحصار الذي تعانيه من اللغات الأجنبية، واختار له شعار "العربية لغة جامعة وموحدة، والطريق لبناء مجتمع يقوم على المعرفة".
واختار المجلس الأول من مارس/آذار لتنظيم هذا اليوم الذي أقرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وكرم فيه رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية عثمان سعدي، الذي ناهز الثمانين من عمره، وأمضى حياته مدافعا عن اللغة العربية.
لغة مظلومة
وقال سعدي للجزيرة نت إن اللغة العربية مظلومة في كل بلدانها، وأكد أنها إذا لم تدخل ميدان العلم والتكنولوجيا فستبقى هامشية، مشيرا إلى أن كل الدول العربية تدّرس الطب والهندسة والعلوم بالإنجليزية أو الفرنسية، باستثناء سوريا والسودان.وأضاف أن اللغة الفرنسية ما تزال تحتكر في الجزائر مرافق الدولة والاقتصاد والعلم والتكنولوجيا، التي قال إنها ميادين تناضل جمعيته لتعريبها حتى لا يبقى الوضع اللغوي في البلاد "أعرج".
أما رئيس المجلس الأعلى للغة العربية محمد العربي ولد خليفة فصرح من جهته للجزيرة نت أن ثلاثة عوامل تضافرت لتعطيل تقدم اللغة العربية، أولها التخلف والجمود والفتن التي عرفتها فترات من تاريخ العرب.ويضيف أن العامل الثاني هو المد الاستعماري الذي شهده العالم العربي، وهو ما "غرس الدونية لدى النخب العربية ومنعها من بناء قدراتها بلسانها"، أما العامل الثالث والأهم -في نظر ولد خليفة- فهو "غفلة الكثير من النخب العربية وأولي الأمر عن تحريك نهضة على غرار الصين واليابان".
ثروة غنية
غير أن الباحث وأستاذ الهندسة عبد الكريم شريفي نفى قصور اللغة العربية عن استيعاب العلوم الدقيقة، وتحدث للجزيرة نت عن تجربته الخاصة، إذ درّس طلاب الهندسة باللغة العربية، فتحسنت النتائج بأكثر من 25% مقارنة مع التدريس باللغة الفرنسية، وقال إن "ثروة المفردات العربية تعطي دلالة علمية أكثر دقة من اللغات الأجنبية".
وبالمقابل استغرب الكاتب عمر أزراج خوف المدافعين عن العربية من "تهجين اللغة"، وقال للجزيرة نت "أنا أختلف مع من يعتبرون التهجين اللغوي كارثة وتلويثا، وعلى العكس فكل لغات العالم متداخلة بمفرداتها، ولا توجد لغة عذراء". واعتبر أزراج أن قصور اللغة العربية يعود لكون المجتمعات العربية "ليست مجتمعات تقنية"، ويسيطر عليها "الخوف من الآخر الأوروبي والغربي، مشيرا إلى أن "الخلط بين الموقف السياسي والموقف الثقافي والعلمي خطأ ينبغي تجاوزه".