أعلن عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية الجزائري، اليوم الأحد، عن اجتماع ثلاثي بين الجزائر ومصر وإيطاليا شهر يونيو/ حزيران القادم بالقاهرة لبحث الأزمة الليبية.
وجاء ذلك في تصريح لمساهل عقب مباحثات أجراها مع وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي يزور البلاد منذ أمس ونقلتها الإذاعة الحكومية.
وقال الوزير الجزائري “سيكون لنا يوم 7 يونيو/ حزيران اجتماع بالقاهرة بين مصر والجزائر وإيطاليا للتطرق للأوضاع في منطقتنا وبالخصوص الوضع في ليبيا”.
وسيعد الإجتماع، الثاني من نوعه، حيث استضافت إيطاليا اجتماعا ثلاثيا وزاريا ضم وزير الخارجية الإيطالي، باولو جبنتيلونى، ونظيره المصرى سامح شكرى، ووزير الشؤون المغاربية والأفريقية فى الحكومة الجزائرية عبد القادر مساهل، في شهر أبريل / نيسان الماضي، وذلك بهدف تحقيق التقارب في وجهات النظر بخصوص الأزمة الليبية.
ولم يعط مساهل تفاصيل حول الملفات التي سيناقشها الإجتماع لكنه قال “لقد اتفقنا على ضرورة التنسيق على المستوى السياسي والأمني، لأن مصير ليبيا هو مصير دور الجوار”.
وتابع “لدينا رؤية مشتركة حول الحل السياسي (للوضع بليبيا) وكذا بالنسبة لمكافحة الإرهاب ومسألة الهجرة السرية”.
ونقلت الإذاعة الحكومية الجزائرية عن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قوله “كان هناك اتفاق على بذل المزيد من التعاون وتنسيق المواقف ومتابعة الأوضاع في ليبيا و تطوراتها مع دعم جهود التسوية وإقامة حكومة الوحدة الوطنية، وفقا للجهد الذي يبذله المبعوث الأممي بهذا البلد برناردينو ليون”
وتابع “اللقاء الثلاثي المرتقب الذي من المزمع أن تحتضنه العاصمة المصرية يصب في خانة مواصلة التنسيق والتعاون للإسهام الإيجابي في حل القضايا المرتبطة بالأوضاع في ليبيا سواء فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب أو الهجرة غير الشرعية”.
وتعاني ليبيا صراعا سياسيا وميدانيا بين قوتين الأولى يمثلها مجلس النواب المنعقد في طبرق (شرق) والحكومة المنبثقة عنه ورئاسة أركان الجيش التابع لها، مقابل المؤتمر الوطني العام في طرابلس وحكومة الإنقاذ المنبثقة عنه وقوات عسكرية وشبه عسكرية تابعة له.
كما باتت ليبيا تمثل تهديدا لجوارها الأوروبي عبر البحر المتوسط بسبب الهجرة غير الشرعية في ظل ضعف سيطرة الدولة على الحدود والمنافذ.
ووصل شكري أمس في زيارة إلى الجزائر تدوم يومين لبحث التعاون الثنائي وقضايا المنطقة، بحسب وزارتي خارجية البلدين.
وكان مصدر دبلوماسي جزائري، كشف أمس لوكالة الاناضول إن “وزير خارجية مصر سامح شكري سيبحث خلال زيارته للجزائر ترتيبات تسبق إبرام اتفاق أمني وآخر عسكري بين البلدين لمحاربة الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من ليبيا”.
وأضاف المصدر طالبا عدم ذكر اسمه، أن “وزير خارجية مصر شكري كُلف من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل مجيئه إلى الجزائر بتحديد بنود اتفاق أمني – عسكري لمكافحة الهجرة السرية التي تنطق من ليبيا عبر تنسيق أكبر بين سلاح البحرية في الدول المجاورة لليبيا في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، وتكثيف عملية تبادل المعلومات حول الملف”.
ورافق الوزير المصري، بحسب المصدر، “خبراء عسكريون وأمنيون لبحث مسائل التنسيق الأمني والعسكري لمواجهة الهجرة غير الشرعية”.
وقال أحمد تاوتي، الخبير الأمني والعسكري الجزائري، لوكالة الأناضول أمس، “أرى أن النقطة الأهم التي يناقشها وزير خارجية مصر في الجزائر تتعلق في الأساس بالأمن في ليبيا، ومدى تقدم العملية السياسية السلمية في هذا البلد، أما مسألة الهجرة السرية التي تنطلق من ليبيا فتأتي في الدرجة الثانية من الأهمية”.
وأضاف “اعتقد أن الدول العربية المجاورة لليبيا تتعرض لضغوط من دول أوروبية من أجل بذل جهد أكبر في مواجهة الهجرة غير الشرعية القادمة من ليبيا لهذا نشطت الزيارات الدبلوماسية بين الدول الثلاثة المجاورة لليبيا (مصر وتونس والجزائر)”.
واستقبل سامح شكري أمس في أول يوم من زيارته من قبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وكذا رئيس الوزراء عبد الملك سلال كما أجرى مباحثات مع نظيره رمطان لعمامرة.
رأي اليوم