يلجأ آلاف المهاجرين من القارة الإفريقية إلى مخاطرة تمتد إلى آلاف الأميال، للانتقال إلى ليبيا، ومن خلالها يحاولون عبور البحر المتوسط، ورغم أن البعض يستطيع الوصول إلى الجانب الآخر من البحر، إلا أن الغالبية من المهاجرين تصطادهم القوات البحرية الليبية، وتعيدهم في مراكز اعتقال غير أدمية ونتنة.
تناولت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية مسيرة مهاجر يدعى أنجيسوم تايام، والذي قطع أكثر من 4 آلاف كم على طرق يسيطر عليها اللصوص عديمي الضمير، ومسارات صحراوية طويلة، ليصل إلى الساحل الليبي ويستقل قارب صيد متهالك، مع عشرات المهاجرين الآخرين، لمدة خمس ساعات، قاصدا القارة الأوروبية. ولكن قبل ساعة فقط من الوصول إلى المياة الإقليمية الأوروبية، تم رصدهم من قبل الدوريات الساحلية الليبية، وتم إرجاعهم إلى غرابولي، وهو مركز احتجاز ظل فيه تايام لأكثر من أسبوع. يصف تايام، أحد الشباب الإريتريين الذين يحلمون بالهجرة إلى أوروبا، مركز الاعتقال "هناكا لكثير من الجرب، والكثير من القمل في البطانيات، يوجد الكثير من الأمراض هنا، لذا فنحن نعاني، هناك الكثير من المرضى ينامون هنا"، قبل أن يضيف:"نحن نأكل ملعقة واحدة فقط، وحتى هذا يحدث بعد قتال". وتشير الصحيفة "آلاف الإفريقيين والمهاجرين العرب يشقون طريقهم إلى ليبيا على أمل عبور البحر المتوسط واستكمال حياتهم في أوروبا، ولكن مصيرهم يختلف من شخص لآخر، فيهلك البعض في عرض البحر، ويتم القبض على جزء كبير من قبل دوريات القوارب الليبية التي تعيدهم إلى أراضيها، وتضعهم في 22 مركز اعتقال موزعة في البلاد، ومنها مركز غرابولي، حيث يحشر الرجال والنساء والأطفال في غرف مكتظة يحوم فيها الذباب والبعوض، وربما يتقاسم 100 شخص مرحاض واحد". وتلفت الصحيفة إلى أن هذه المراكز صممت في الأصل لاعتقال الأفراد الذين دخلوا البلاد دون جواز سفر، كما أنها تشكل جزءا من نظام السجون الليبية، يعترف العقيد محمد أبو برايدا، من قسم مكافحة الهجرة غير الشرعية في وزارة الداخلية الليبية "جميع المراكز قديمة ولم تعد للاستخدام كمراكز للمهاجرين" تشير الصحيفة إلى أن غرابولي يضم قرابة 500 مهاجر، ومع ذلك رغم أنه لا ينبغي أن يزيد قاطنيه عن 200 شخص، لافتة إلى أن وزارة الداخلية تطالب السفارات باستعادة مواطنيها، لكن البعثات الدبلوماسية التابعة لهذه السفارات خاصة أثيوبيا والصومال وإريتريا لم تعد تأتي إلى ليبيا.
ليبيا المستقبل