دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأطراف المتقاتلة في نيجيريا إلى الهدوء وضبط النفس، في وقت فرضت فيه السلطات النيجيرية حظر التجول في مدينة جوس التي قتل فيها المئات مطلع الأسبوع الجاري في اشتباكات طائفية بين مسيحيين ومسلمين.
وقال بان أمس الاثنين إنه يشعر "بقلق بالغ إزاء استمرار العنف الطائفي في نيجيريا واستمرار إزهاق الأرواح"، وناشد رجال الدين والسياسة "العمل معا لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الأزمة للوصول إلى حل".
من جهته أعلن المتحدث الرسمي باسم الفاتيكان الأب فيدريكو لومباردي عن "قلقه واشمئزازه" من هذه الاشتباكات، وأكد أن أعمال العنف هذه "ذات طبيعة اجتماعية ودينية".
وبدورها طالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون السلطات النيجيرية بتقديم المتورطين في أعمال العنف التي شهدتها جوس –عاصمة ولاية بلاتو- إلى العدالة.
هدوء نسبي
وعاد الهدوء نسبيا إلى المناطق التي وقعت فيها الاشتباكات، وقالت مراسلة شبكة الجزيرة في نيجيريا إيفون إنديغي إن السلطات فرضت حظر التجول في مدينة جوس، ولا تسمح بأي حركة بعد السادسة مساء حسب التوقيت المحلي.
وأضافت أن السبب المباشر في مثل هذه الاشتباكات صراع على الموارد الاقتصادية في ولاية بلاتو بين السكان الأصليين وبعض المهاجرين من شمال البلاد.
وقد وُضع الجيش النيجيري في حالة تأهب قصوى بعد الأحداث، وأفادت مصادر رئاسية أن غودلاك جوناثان القائم بأعمال الرئيس دعا إلى اجتماع طارئ أمس الاثنين مع قادة قوات الأمن لبحث سبل الحيلولة دون اتساع نطاق الاشتباكات إلى الولايات المجاورة.
وكانت تقارير قد تحدثت عن مقتل نحو خمسمائة شخص في هجمات شنها رعاة مسلمون فجر أول أمس على ثلاث قرى تقطنها أغلبية مسيحية بمدينة جوس، وعن اعتقال السلطات 95 شخصا تشتبه في علاقتهم بهذه الهجمات.
وقال صحفيون محليون ومنظمة محلية لحقوق الإنسان إن جثث القتلى -وبينهم نساء وأطفال كثيرون- تملأ شوارع القرى الواقعة جنوب جوس.
وتأتي هذه الأحداث بعد أقل من شهرين على اشتباكات سابقة بين مسلمين ومسيحيين أودت آنذاك بحياة مئات الأشخاص. ورجحت مصادر أن تكون هذه الموجة الجديدة من العنف انتقاما لأحداث جوس في يناير/كانون الثاني الماضي.